الشتم والغناء ضد داعش هل ينقذ الكساسبة؟؟!!
من عادتي في الكتابة اني لا احب ان اكتب بنفس الموضوع اكثر من مرة ،وما اقصده هنا هو موضوع الطيار معاذ الكساسبة،ولكن لاهمية الموضوع اجد نفسي مضطراً بأن اكتب به مرة ثانية وربما ثالثة .
تحدثت في المقال السابق والذي جاء بعنوان "من قال ان معاذ كساسبة اْسير حرب" تحدثت عن العاطفة الزائدة عند بعض الاردنيين وعن استراتيجية تحريره وتطرقت الى ذكاء بعض قادة داعش ،وساضع رابط المقال في النهاية للاطلاع عليه .
ما دعاني للكتابة مرة اخرى بنفس الموضوع هو العاطفة الزائدة والغير منطقية احياناً عند البعض ،هذا من جهة ونقل الاخبار عن الكساسبة وداعش من وسائل اعلام تابعة لداعش او وسائل همها الاساءة للأردن من جهه اخرى .
ساْتحدث اولاً عن موضوع العاطفة عند الشعب الاردني فكثيراً مما كتب من مقالات وتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام كلاماً عاطفياً لا يفيد ولا يقدم ولكن ربما يؤخر ويعطل العمل .
فقد احتوى على سب وشتم وتوعد لداعش بالقتل ،اقول لهؤلاء هي عاطفة وحماسة ليس اكثر وهو كلام مبالغ به جدا ،فاذا كانت كل دول التحالف ارضاً وجواً غير قادرة على هذا الارهاب فتاْتي انت او هو او هي وتتوعد ! هذا كلام ليس به شيئاً من المنطق لا بل ان وصل لداعش فحقدهم يزداد اكثر على كساسبة وعلى كل اردني هنا اوهناك .
فانا اتقبل التعاطف مع الكساسبة واهله ولكني لا اتقبل كلاما فيه شتماً وسباً لداعش لا يفيد ولكن قد يعطل ويضر في قضية تحرير الكساسبة.
والموضوع الاخر ايضا اعلامي وعاطفي وهو كثيرا من الاغاني التي غناها بعض المطربين في حفلات راس السنة الجديدة في الاردن كانت ضد داعش ،واقول هي كلمات تصنف امنيا بالخطر على الاردن وعلى الكساسبة ،من وراء عاطفة حضور او مطرب همه انجاح حفلته وليس تحرير الكساسبة .
علينا ان اكون اوعى واذكى وان لا تاخذنا العاطفة والحماسة الى مكان سنندم عليه ، وايضا ما زال البعض في وسائل الاعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي مُصراً على نقل الاخبار لنا من مواقع اعلام داعش ووضعها على مواقع التواصل وتصبح مادة نقاشية وتحليلية عند البعض وبعدها تصبح معلومة حقيقية يتداولها البعض عن بعض،وتبدا بعض وسائل الاعلام بالاتصال مع الجهات الامنية صاحبة العلاقة بالاستفسار وتوجيه الاسئلة عن تلك المعلومات المغلوطة بما فيها فبركة الصور والاخبار ،ولكنها فعلت حسنا عندما اصدرت قيادة الجيش بيانا اكدت به انها لن ترد على اي استفسار او سؤال يرد من اي جهة غير معروفة.
البعض يعتقد انه يساعد في تحرير الكساسبة او يخيف داعش ان غنى ضد داعش وان شتم داعش ،اما انا فاقول دعونا من هذه العواطف والحماسة ولندع الاجهزة الامنية والسياسية والدبلوماسيه تعمل على التفاوض او التحرير بالطرق التي تراها مناسبة وبها اقل الخسائر .
حمى الله هذا الوطن من عاطفة بعض ابناء الوطن والتي ربما تنعكس سلبا على هذا الوطن وابن الوطن .