آآآخ يا راسي

دفعتُ ثمن «حماقاتي»،وهذه المرّة جاءت في «رأسي».حيث ذهبتُ الى «أرخص» حلاّق في الاردن في منطقة «سقف السّيل» والذي كان يرفع يافطة مكتوبة بخط رديء «الحلاقة ب 99 قرش». واكتشفتُ ان «الحلاّق قد تغيّر. وقلتُ للرجل «صاحب المحل»، كان عندك حلاّق آخر،غير هذا الشاب. وأشرتُ الى الشاب «الأسمر» الذي حلّ محل الحلاق السابق.
قال:يبدو انك لم تأتِ منذ مدة،الحلاق السابق،فتح محلاّ له وصار «صاحب صالون».
وحين جاء دوري، جلستُ في «الكرسي» المخصص، ودار الشاب الأسمر حولي، وسألني «زي اللي قبلك». يقصد، الرجل ذو الصلعة الذي تخلّّص مما تبقّى من شعره.
قلت:يعني، خفّف بقدر المستطاع.
ثم دار حوار بيني وبين صاحب المحل عن «تاريخ» الصالون ولماذا هو «أرخص» صالون حلاقة. ففاجأني انه «قرر رفع السعر الى دينارين». فأسقط في يدي حيث انني «خصصتُ» دينارا فقط لحلاقة شعر رأسي. لكنني، كظمتُ «دهشتي» وصرتُ أسأله عن الشاب السابق واللاحق.
حتى قلت: الأخ «سوداني» او من «دولة افريقية»؟
رد الحلاّق بلهجة «استنكارية»،لا انا من هون!
استرجعتُ «حصافتي» وقلت: كل الناس خير وبركة بس عشان بشرتك سمراء وهي اقرب الى الاخوة السودانيين. وهم بالمناسبة من اطيب الناس.
لكن الرجل،لم يغفر لي»زلتي»،وسار «يقصف شعر رأسي،حتى «أنجز» مهمته بالتخلص من غالبية شعري. وجاء بالموس كي ينتقم من»حماقتي»،وسار بشفراته الحامية يمينا وشمالا حول رقبتي ومؤخرة أُذنيّ،وشعرتُ أنه»سلخ»جلدي. وأكمل»رحلة العذاب» بأن اخذ يرشّ «الكولونيا» ليزيد اشتعال رقبتي.
جاملته وشكرته. وما سرتُ وقابلت زوجتي التي لاحظتُ المناطق الحمراء حول رقبتي وقبل ان تقول لي»نعيما»،أخذت تمسح قطرات الدم التي انساحت بهدوء في مؤخرة رأسي.وقالت:انت كنت تحلق والا كنت في المسلخ؟
حكيتُ لها ما جرى من حوار حول الشاب الأسمر ،فردت: الحمد لله انه جرحك بس كويس انه ما ذبحك.
واردفت بما يشبه الشماته»عشان تحرم تعكّ بكلامك.انت مالك ان كان الحلاق سوداني والا هندي!!
سكتُ وصرتُ اولول»آخ يا راسي!!