ذكرى مولد الهادي
ولد الهدى فالكائنات ضياءُ *** وفم الزمان تبسمٌ وثناء
ذُعِرت عروش الظالمين فزلزت *** وعلت على تيجانهم أصداء
فرسمتَ بعدك للعباد حكومة *** لا سُوقة فيها ولا أمراء
أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى *** فالكل في حق الحياة سواءُ
صلى عليك الله ما صحب الدجى حادٍ وحنّت في الفلا وجناءُ.
في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام تطل علينا أنوار ذكرى المولد النبوي الشريف التي تصادف السبت القادم وخير ما يعمل به ويقال في مثل هذا اليوم الأغرّ هو تحكيم شرع الله والاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى :" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون".
وقال جل جلاله:" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا".
وهذه طائفة من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم تلقي الضوء على واقعنا وتهدينا سواء السبيل .
قال صلى الله عليه وسلم :" كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل ومن يأبى يا رسول الله قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى".
" إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا".
"ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية فيموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة".
"اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشقّ عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به".
"من ولي من أمر المسلمين شيئا فاستعمل عليهم رجلاً وهو يعلم أن فيهم أولى بذلك وأعلم بكتاب الله وسنة نبيه فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين".
"من ولي من أمر المسلمين شيئاً ثم أمّر عليهم أحداً محاباةً فعليه لعنة الله لا يقبل الله منهم صرفاً ولا عدلا حتى يدخله جهنم".
"من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"
"أعظم الجهاد كلمة حقٍ عند سلطان جائر".
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
بعد وفاته صلى الله عليه وسلم امتنع بعض المسلمين عن دفع الزكاة فأمر الخليفة أبو بكر الصديق خالد بن الوليد بتجهيز الجيش لمحاربتهم وسمّاهم المرتدين، فقال له عمر بن الخطاب:" فكيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قالها فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله " .
قال أبو بكر:" إلا بحقه والزكاة من حقه، والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه.. أينقص الدين وأنا حي؟".
قال عمر :" فوالله ما هو إلا أن شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه فعلمت أنه الحق ".
فإذا كان ذلك حكم المسلمين الصادقين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في من امتنع عن دفع الزكاة فحاول أن يعطّل ركنا واحداً من أركان الإسلام ، فكيف بالحكّام الذي يستبعدون الحكم بكتاب الله وسنة رسوله ويحكمون بدساتير علمانية يعدّلونها بين الحين والآخر حسب أهوائهم ومصالحهم ويرخّصون للمحرمات كالخمر والربا على أرضٍ جُبلت بدماء الصحابة ويعتقلون الأحرار المطالبين بالإصلاح ويمكّنون للفسقة الفسدة ؟! إنّا لله وإنّا إليه راجعون.