تطوير أعضاء الهيئة التدريسية في مؤسسات التعليم العالي

أخبار البلد -  د. أسمهان الطاهر
 
 
 

 

إن معايير ضمان الجودة تشترط على العاملين في المؤسسات التعليمية مستويات عالية من الكفاءة المهنية، وتدريبا مستمرا، واستخداما أمثل لوسائل التقنية الحديثة، وتوفر مهارات قيادية، لما في ذلك من اثر على مخرجات مؤسسات التعليم العالي، لذلك لابد من تحديد أهم المعايير التي تسهم في التطوير والتنمية المستمرة لأعضاء الهيئة التدريسية بأبعادها المختلفة. إن عملية تطوير أعضاء الهيئة التدريسة وادائهم الاكاديمي والإداري.

من اهم القضايا التي لابد من التركيز عليها، لأن التطور العلمي والتقني متسارع ومستمر وأذا لم يواكب الافراد هذا التطور سيحدث حالة تسمى تناقص الخبرات الفردية وسببها الاساسي التقادم وعدم مواكبة المستجدات، فمن اختار مهنة التعليم عليه ان يؤمن ان التعليم والتدريب والقراءة هي عملية دائمة تهدف الى أكتشاف كل ما هو جديد وهى امر حتمي لابد منه حتى يحافظ الفرد على المستوى المطلوب من الاداء ويسهم في الاثراء المستمر للعملية التدريسية والبحثيـة وخدمة المجتمع، وتنمية الطلبة، والمساهمة في تشكيل الشخصية الشبابية المفعمة بالعلم والثقافة والمعرفة والقيم. ومن أهم الطرق الحديثة لتطوير اداء اعضاء الهيئة التدريسية، حضور المؤتمرات والمشاركة بأوراق بحثية، حضور الندوات الثقافية والمجتمعية، استخدام اساليب التنسيق والتعاون مع الجامعات العالمية من خلال التشارك في ابحاث الدراسات المقارنة، والتي تفيد جداً في تنمية وتطوير الثقافات وتبادل الخبرات العلمية والعملية، المشاركة في المواقع المتخصصة في تطوير التعليم مثل بعض بوابات التعليم والتي تقدم فيديو علميا يشرح بعض المفاهيم العلمية الشائعة، وبعض هذه البوابات تسهم في اقتراح افكار للمهام التي يمكن تكليف الطلاب بها، او حتى يمكن لكل جامعة أن تصمم لنفسها بوابة علمية تتضمن مجموعة من الانشطة والمهام الداعمة للعملية التعليمية، وان تقوم بعمل قواعد بيانات للابحاث العربية المختلفة التى تنشر، وبذلك نكون حققنا الجزء الاول من رسالة الجامعات وهو التعليم والبحث العلمي، اما الجزء الثاني والذي لا يقل اهمية فهو المساهمة بتنمية شخصية الطالب الجامعي من خلال اكتشاف مواهبه وتشجيعه على ترتيب وتنظيم اهدافه وافكاره، وهنا قد تظهر الحاجة الى دورات تدريبية مستمرة لأعضاء الهيئة التدريسية تتعلق في فهم السلوك الانساني وطرق الاتصال، وعوامل التأثير وهي قضايا مهمة تدعم العلم والتعليم بشكل جذري، واخيراً المسؤولية الاجتماعية حيث لها دور كبير في ربط الطالب بمجتمعه وقضاياه المهمة، كما تنمي الحس بالمسؤولية، وبالتالي يقع على عاتق أعضاء الهيئة التدريسية أن يساهموا في دعم القضايا المجتمعية والانسانية والاجتماعية، فنشر حس المسؤولية الاجتماعية لدى الدارسين مكملاً للرسالة التعليمة.
واخيراَ انهي بهذا القول الجميل المقتبس «أذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً»، التعليم مهمة سامية، ومحور اساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والانسانية.