سنة وراء سنة وعام وراء عام
سنة وراء سنة وعام وراء عام وتنقضي الأيام والساعات ، بحلوها ومرها ، بدموعها وضحكاتها ، بأفراحها وأتراحها .
تولد نفس وتموت نفس تولد لحظات فرح وتموت لحظات حزن فإن مع العسر يسرى إن مع العسر يسرى .
ها هو عام 2014 يطوي بساطه، ويقوض خيامه، ويشد رحاله فبعد ساعات قليلة ينتهي ، إنه جسر نوشك أن نعبره لتستقر أقدامنا على جسر آخر، فخطوة نودع بها، وأخرى نستقبل بها، ونقف بين قنطرتين (جسرين) مودعين ومستقبلين، مودعين موسماً كاملاً أودعنا فيه ماشاء الله أن نودع، فخزائن بعضنا ملأى بما هو له، وخزائن بعضنا ملأى بما هو عليه، فلا إله إلا الله، يخلق ما يشاء ويختار، وما ربك بظلام للعبيد
في لحظات ولادة العام الجديد 2015م يجب علينا أن نجهز العتاد والعدة لاستقباله بالدعاء والاستذكار والندم على كل معصية مشت اليها اقدامنا أو نظرت اليها أعيننا أو تحدث بها لساننا أو سمعتها أذننا أو لمستها أيدينا ..
وبعدها سنشعر بشيء ينبعث من خلجات قلوبنا وحنايا صدورنا
شعوركله خضوع وذلة لله!!
تترجمه النفس بالحاجة والافتقار,,
وتترجمه العيون بالدموع والانكسار,,
ويترجمه اللسان بالحمد والثناء للعزيز الغفار!!
إخوتي بالله .. لقد حوى 2014 بين جنبيه حِكماً وعبراً، وأحداثاً وعظات، فلا إله إلا الله، كم شقي فيه من أناس، ولا إله إلا الله كم سعد فيه من آخرين؟ لا إله إلا الله كم من طفل قد تيتم، وكم من امرأة قد ترملت، وكم من متأهل قد تأيم؟ لا إله إلا الله كم من مريض قوم قد تعافى، وسليم قوم في التراب قد توارى، لا إله إلا الله كم من أهل بيت يشيعون ميتهم، وآخرون يزفون عروسهم، لا إله إلا الله دار تفرح بمولود، وأخرى تعزى بمفقود، لا إله إلا الله عناق وعبرات من شوق اللقاء، وعبرات تهلّ من لوعة الفراق، لا إله إلا الله آلام تنقلب أفراحاً، وأفراح تنقلب أتراحاً، أيام تمر على أصحابها كالأعوام، وأعوام تمر على أصحابها كالأيام ، والعاقل من اتعظ بأمسه، واجتهد في يومه، واستعد لغده.
اليوم وقد مضى من عمرنا سنين عددا.. وازددنا من الآخرة قربا هل تفكرنا في عام مضى على اي شيء امضيناه ؟!
أخي المسلم ..
هل تفكرت في اعمال نسخت في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ؟؟!!
كيف نُسخت؟!
هل تفكرت في كلمة قلتها فرصدت من رقيب عتيد !! كيف قلتها؟؟
إن لم تتفكر فيها اليوم فستتفكر بها غدا يوم تنشر الدواوين وتنصب الموازين..
ويقال : (اقرأ كتابك.. كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)
فترى اعمالا احصاها الله ونسيتها!!
إن هذا العام الذي يستعد للرحيل سيولي مدبراً في ظرفه ويبقى مظروفه بما أودع فيه العباد من الأعمال، وسيرى كل عامل عمله يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً .
اختر لنفسك اليوم ماتريد حفظه على صفحات كتابك فهما اثنان لاثالث لهما :
رجل آخذ كتابه بيمينه يقول هاؤم اقرؤا كتابيه ..
ورجل آخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره ويقول ياليتني لم أوت كتابيه..
فهاهو العام الجديد 2015م قد أقبل عليك بثوبه الجديد
والايام قادمة فيه كالسراب..
ما إن تصلها حتى تمضي وراءك محملة بما فيها من الخير والشر..
فماذا انت مودع فيها من العمل؟؟
﴾ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿
فهل سيمضي كالعام الذي قبله؟؟
ام انه سيكون عاما جديدا وحياة جديدة وثوبا جديدا..؟؟!!
على كل الأحوال إنه عام جديد، عام سيولد من ثنايا القطرات « والعبرات والنظرات» التي امتزجت على خاصرة الزمن المحاصر، بين السكين والسكين !. عام يدفن الهمسات.. عام أخذ منا كل دقات الوجع والانفعال.. عام تسلق على حبال الخوف والدم والغد المجبول برائحة الخبز والبنادق .
اللهم فرج هم المهمومين واقض الدين عن المدينين ، وداوي مرضانا ومرضى المسلمين... يا رب العالمين.
اللهم انصر الاسلام والمسلمين ، وارفع راية الحق والدين ، وأرنا الاسلام عزيزا يا عزيز .
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل ارض وتحت كل سماء ، اللهم سدد رميهم ، وداوي مرضاهم ـ واشف جرحاهم ، وثبتهم وكن معهم وادفع عنهم عدوهم وتقبل شهداءهم ... يا رب العالمين ، يا أرحم الراحمين ، يا الله
اللهم انصر شعب فلسطين على اعدائك اعدائهم اليهود المحتلين الغاصبين اللهم اجعل لاهل فلسطين وكل المسلمين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة في قلوب اعدائهم اللهم اشفي جرحاهم وجرحى المسلمين ,واطلق اسراهم واسرى المسلمين ,اللهم انصر مجاهديهم في سبيلك في برك وبحرك وجوك يا رب العالمين - يا الله .
اللهم ...احقن دماء المسلمين في العراق وسوريا وليبيا واليمن وتونس ومصر والمغرب ، واحقن دماء المسلمين في لبنان واحقن دماء المسلمين فى أفغانستان واحقن دماء المسلمين في ارتيريا واحقن دماء المسلمين في كل مكان ، فوق كل ارض وتحت كل سماء .
اللهم أنت الحق الحقيق ، وأنت الحرز الوثيق ، وأنت رب البيت العتيق ، بك أدفع ما لا أطيق يا شفيق يا رفيق ،اللهم إني أسألك باسمك الذي ابتدعت به عجائب الخلق في غوامض السر بنور جلال جمالك ،
وأسألك بكل اسم هو لك سميت بك نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تنصر الإسلام وأن تعز المسلمين في كل وقت وحين وان ترنا الاسلام عزيزا يا عزيز يا جبار .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم وبارك على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من اتبعهم بإحسان ليوم الدين .