عام 2015 هل هو عام تراكمي للتحديات ؟! ام بداية حلول طال انتظارها ؟



ان اغلب الدلالات تشير الى ان ماعانته الكثير من دول العالم خلال الاعوام السابقة وبالذات العام 2014 ستبقى انعكاساته كمؤثر رئيسي على جداول اعمال اجندة العام الجديد , فحسب بعض الدراسات التي تشير الى ان 69% من سكان العالم يغيب عنهم التفاؤل بالعام الجديد عام 2015 على اعتبار ان الظروف السيئة التي مرت بها اغلب دول العالم مازالت مرتبطة بخطط وبروتوكولات لم تنتهي بنهاية العام الحالي , والتصور العام انها اي تلك الخطط ستستمر على الاقل لغاية الربع الثالث من العام الجديد , من هنا انقسم الرأي العام بين متفائل لما سيتغير ايجابيا وبين متشائم لما لم تقنعه سياسات التخطيط بمختلف المستويات الحياتية , وفي هذا المقال ساتحدث فقط عن منطقتنا العربية والتصورات المتوقعة كنتيجة لكثير من المعطيات ذات الاهمية والتي مازالت مطروحة او قيد التنفيذ, ولنبدأ معا دراستنا التحليلية وفق المعايير التالية : 

اولا: المعيار الاقتصادي وتداعياته المستقبلية : في عام 2014 لاحظ الكثيرون من صناع السياسات الاقتصادية بمنطقتنا العربية ان الميزات التجاري لاغلبية دول المنطقة قد انخفض بشكل ملحوظ لعدة اسباب اهمها انهيار منظومة الاقتصاد العالمي والتي كانت من اهم اسبابها الحروب الاقتصادية بين كبرى الشركات في العالم ومحاولت احتكار الاسواق والترويج الغير مبرر للسياسات المالية للدول الكبرى على حساب مصالح واقتصادات دولا اخرى منافسة وكذلك الاقحام غير االمنطقي لتدفق معدلات مالية عالية في الكثير من البرامج على مستوى العالم اغلبها غير ربحية مما سبب الكثير من العجز التجاري بدول مختلفة , لذلك وحسب مفهوم الكثيرين بأن تداعيات العام الماضي اقتصاديا ستبقى مؤثرا سلبيا على اقتصاد الدول خلال العام الجديد , 
ثانيا: معيار الالتزام المالي المفروض على منطقتنا العربية لدعم مايسمى بالقضايا الدولية : وهذا الالتزام يتمثل بعدة صور تبدأ من الدعم اللامحدود والذي يتمثل بتقديم قدرات مالية ضخمة بدأت منذ سنين وازدادت في العام الماضي لقضايا مايسمى بالحرب ضد الارهاب ليس بمنطقتنا العربية فحسب بل على مستوى العالم وكذلك بفرض قيود تعجيزية من قبل صندوق النقد الدولي على باقي الدول التي تسعى لخلق اقتصاد حر , فالدول الغير منتجة للطاقة والنفط كالاردن مثلا ستتأثر تاثرا ملحوظا بانعكاسات الاقتصاد الاقليمي المتهالك .

ثالثا: معيار الشفافية وحقوق الانسان : قبل عمليات الحرب التي قادتها امريكا على مايسمى بالارهاب كانت الاجواء شبه مؤهله نسبيا بالمنطقة العربية لتنامي مايسمى بالشفافية ومزيدا من حقوق الانسان وانفراج اكبر بحريات التعبير وابداء الرأي و تغيرت هذه البيئة لعدة اسباب اهمها انضواء الكثير من دول المنطقة كانظمة حكم لسياسة الحرب الامريكية المعلنة ضد الحركات الاسلامية ومايسمى منها بالجهادية مما ولد تزايد في الاحتقان ضد اي نوع من انواع المعارضة السياسية لدول المنطقة العربية , فتم تغيير الكثير من المفاهيم السابقة والتي كانت مجتمعات المنطقة تعتبرها كخطة طريق مستقبلية مثل تغيير مبدأ الحرب ضد اسرائيل والاستعاضة بعمليات التفاوض وكذلك مثل خلق نماذج للاسلام العصري يختلف عما جاء به تاريخنا وعقيدتنا مصحوبا بمباركة امريكا والغرب , وهذه السياسات اصبحت ركائز هامه لانظمة الحكم بالمنطقة حيث اصبح بروز اي نوع مغاير ولو كان باراده شعبية مرفوض لتقاطع مصالح الشعوب مع الانظمة , وهذه التغيرات ازدادت خلال الاعوام القليلة الماضية وتوطدت بعام 2014 لذلك ستعاني شعوبنا العربية في العام اللاحق (عام 2015) من تدني الحقوق الممنوحة للتعبير وتقييدها وكذلك ستظهر سطوة الدول على المؤسسات الاعلامية الرسمية وما تمكنت منه من اهلية بحيث يبقى الترويج فقط لمخططات الانظمة بعيدا عن حقوق وطموحات الشعوب .

رابعا: معايير القضايا الاقليمية : ما يهمنا هو قضية فلسطين كقضية محورية وقضايا تخص سيادة الاراضي العربية بباقي الدول , فالصهيونية المتمثلة بدولة الاحتلال الاسرائيلي لاراضي فلسطين مارست خلال العقود الماضية شتى انواع التطرف والتهويد بكل جزء محتل من ارضنا الفلسطينية التاريخية , حتى وصلت من خلال الدعم الامريكي الاوروبي الذروه عام 2014 بحيث اشغلت دول المنطقة بحروب طاحنة ليس لها نهاية اخرها كما نعيشه اليوم بما يسمى بالحرب ضد تنظيم داعش , والتي مهدت له اسرائيل وامريكا بان هذه الحرب لن تنتهي على الاقل بالمدى المنظور , لذلك حولت اسرائيل الجهود العربية بدول المنطقة في الاتجاه المعاكس لوجودها , ففي اليمن ايضا اعطت امريكا واسرائيل الضوء الاخضر للحوثيين ببسط نفوذهم وخلق حالة عدم استقرار لجعل منطقة الخليج العربي منطقة ساخنة قابلة للابتزاز المالي والسياسي بأي وقت بذريعة حماية امنها واستقرارها , من هنا ستبدأ اسرائيل عامها الجديد بعيدا عن اي مناوشات سياسية اقليمية مؤثرة تستطيع من خلال عام 2015 من تغيير ماتتمكن به من تغيير لملامح خارطة فلسطين وتهويد اي جزء تراه مناسبا بعيدا عن الاضواء والانتقادات ......
واخيرا نتمنى من الله تعالى كل خير في هذا العام الجديد ........... والسلام 
nshnaikat@yahoo.com