الملكيه ... فساد إداري قبل المالي
(خاص لأخبار البلد)
الملكيه الأردنيه , الناقلُ الوطني الرسمي , كلمةُ حقٍ تم إستغلالها في أبشع طرق الفساد , إفلاس الملكيه الأردنيه ليس وليداً للحظه , جاء محصله تراكميه لسنوات من الفشل الإداري و الفساد المالي , في كل مره تظهر الحاجه بضرورة بقاء هذه المؤسسة بصفتها الناقل الرسمي الأردني و مسألة خلو الأردن من هذا الناقل يمس هيبة الدوله , إستغل ذلك كل فاسد تسلم السلطه في هذه المؤسسه .
اولى لبنات هذا الفساد بدأت بالتعينات و التوظيف خاصه بالمناصب العليا , فالمناصب القياديه العليا لهذه المؤسسة تمت من باب الإسترضاء , فمن يخرج من وزاره أو وُعدَ بإحداها يتم إرضاءه بتسليمه وظيفه عليا و شعار ذلك (زبط حالك) فيدخل و النيه مبيته للكسب غير المشروع و الإستغناء على حساب الوطن فهذه الوظيفه (غاره) يتم فيها السلب و النهب الممنهج يتطلب معها التواطؤ مع الكادر المؤهل لعمليات السلب هذه , فيتم إحضار هذا الكادر حسب الطلب لتنفيذ هذه المهمه , هذا ما يفسر تعاقب الإدارات للوظائف العليا .
فضلا عن سياسية الإسترضاء هناك طرق التوظيف في الملكيه الأردنيه فهي بابٌ مؤلم لواقع المؤسسه و هنا أذكر قصة توظيف أحد المدراء الماليين , الرجل جاء من مؤسسة خاصه و منح راتب خيالي بأضعاف راتبه السابق الأصعب من ذلك شروط هذا (العزيز) بأن لا يقبل هذا المنصب إلا بإختياره الكادر العامل معه و هو ما تم له و هنا تم الإختيار من باب التنفيع , الرجل جاء و أحضر معه (شلة الأنس ) رجالا و نساء و برواتب تحدد حسب (المَعَزَه) فجاء و إستباح كل محرم في أبجديات العمل , تجاوزات ماليه مسكوت عنها , كل هذا و موظفي الملكيه ممن يمتلكون الخبره و الكفاءه ينظرون بحسره لمؤسسه تنهار دون أدنى إحساس بالمسؤوليه , بعد أن تم تهميشهم , فالسكرتيره السابقه القادمه من بعيد لمؤسسه خاصه باتت الآمره الناهيه بسيف المدير الجديد لا لشيء إلا أنها تعرف من أين تؤكل الكتف .
أمر آخر المهنيه في العمل لم تكن يوما المقياس في هذه المؤسسه المقياس العامل هو العلاقات الشخصيه فالترقيات و العلاوات لا تتم إلا بالعلاقات , فالعلاقه الجيده مع المسؤول تعني الوضع الجيد للموظف و تحديداً الموظفه فباتت النزوات المعيار الأساس و لا حول و لا قوه إلا بالله .
أعداد العاملين بالمؤسسه هو ضعف العدد الللازم , البقيه بطاله مدفوعة الأجر , الغريب أن التمديد يتم لعاملين هم عبىء إداري و السبب سياسة التنفيعات المبنيه على المحسوبيه و الشلليه , أذكر لكم موظف في القسم المالي أمضى سنوات طويله و تخصصه بعيد كل البعد عن موقع عمله و حدود علمه لا تمكنه من كشف المستور , هذا هو المؤهل المطلوب , تم التمديد لهذا الرجل , فهو الأمثل كونه لا يعلم و الخير لهم أنه لا يعلم , نعم تم التمديد له و أنهيت خدمات غيره لآنه يعلم , مؤسسه شعارها خيرٌ لك أن لا تعلم أو لتصمت عما تعلم .
ما ذكرت غيض من فيض و المخفي أعظم و لنتوقف عن حجة الناقل الرسمي فالخسائر أكبر من أن تُحتمل و الأفلاس بات ضروره لعدمية إمكانية الإصلاح و أن نبقى دون ناقل رسمي خيرٌ من إستمرار هدر المال العام .
أختم بالقول حين وصل الأمر لما وصل إليه في الملكيه باتت إدارتها مغرماً لا مغنما , أدرك ذلك أصحاب النفوذ فأعرضوا عنها , الأولى من الإعراض أن يصل الى التصفيه , فدرء الفساد خير من العيش فيه , و الأردن لن ينتهي إن غاب الناقل الوطني .