النائب الذي يتهرب من أصله لا يستحق أن يمثل شعبه

 اخبار البلد - عمر شاهين -ما سأكتبه اليوم هو فعلا اعتراف بأحقية الضغط الشعبي المبكر لحل مجلس النواب، واعتراف مني بان هذا المجلس ، ارتكب خطيئة تاريخية، لا تغتفر ،ويظهر أن رئيس مجلس النواب لا يمك بالدفة جيدا والأخطاء تتطاير حوله دون أن يدري، وعذرا لأني سأعود لموضوع نوقش منذ أسابيع .
لا اربد  أن اركب الموجة ، وأن أعيد ما قاله المئات قبلي، ولكني بحق لم التفت لجملة قالها محمد الكوز عضو مجلس النواب وهي تذكيره بان والده مواليد الحسبان 1917، وذلك قبل وصفه بجوعى الأردن والقيادات السياسية في مظاهرات عمان بألفاظ بذيئة، ومن ثم مطالبته بطرد المسيرات عبر الجسر.سوى حديثا ووجدت نفسي مضطرا لمناقشة هذا الكلام الخطير جدا.
أنا قرأت ما قيل على لسانه،ولم أسمعه ، وقبل عدة أيام شاهدت على موقع اليوتيوب تصويرا مرئيا لكلمته،وهذه اول مرة اشاهد  ما حدث حرفا حرفا، وأعدت المشهد مرات عديدة، مركزا على أول الكلمة حينما قال :" طولو بالكم يا إخوان" وكأن النائب في طوشة أو معركة، وليس في مجلس نيابي، وفورا استعرض انه كان عند محافظ العاصمة، متحدثا عن منعه لخمسمائة سيارة كانت تريد اختراق مسيرات عمان من قبل عشيرة الكوز .وتخيلت بصراحة أني اسمع خطاب للسيد حسن نصر الله وليس محمد الكوز.
 المثير للغضب لا احد من النواب قاطعه، أو حاول منعه،أو يقول له اصمت يا رجل عيب ، أن تهين إخواننا من الأصول الفلسطينية ،مما من لم يولد أباؤهم في الضفة الشرقية قبل عام 1948 حتى لو كنت منهم أصلا وفصلا، أو يمنعه أي نائب من شتم المشاركين في المسيرات، وهم من معظم عشائر المملكة، أو يقول له لا نقبل في الأردن لغة المليشيات والاقتحامات.
 اعذروني إن تأخرت أسابيع عن هذه الكتابة واعرف انها فقدت معناها، ولكن بحق لم أكن مطلعا على هول هذا، لأني لا أجد وقتا لاستمع لكلمات النواب، و بصراحة كل ظني انه لم يشتم علنا، بل فسر كلامه، ولكن الأشد بغضا من كلام الكوز هو سكوت رئيس مجلس النواب فيصل الفايز أو ما يسمى فعليا القائم بأعمال الحكومة في مجلس النواب، وعدم وقوف النواب في وجهه فسكوتهم، حسب العرف العربي اعتبر علامة رضا.
يخطئ كل من رفع قضية قدح وذم فقط ضد النائب، فهو يجب أن يقاضى أولا بإثارة الفتنة والبلابل، وهنا أتمنى أن يصدر موقف واضح من عشيرة الكوز ، حول هل تحدث حقا باسمهم أم تبرع شخصيا لمثل هذا السيناريو، وسيكون الرجل غائبا عن وعيه السياسي إن ظن أن من يشارك في المسيرات مقطوع من شجرة، بل هم من أبناء محافظات الأردن كلها ، وعند تعرض أي منهم لأي أذى لن تسكت عشائرهم وعائلاتهم، فكيف حينما يزج من يسمى بنائب عشيرته في هكذا فعل، وكأنه يدعوا إلى حرب أهلية دون أن يدري.
سأعود إلى تذكيره بأن والده مواليد الحسبان، أي انه عرفيا أردني قبل الهجرة، وطبعا عشائريا معروف ان الكوز ينتمي لعشيرة ذات أصول فلسطينية، ولكن حتى لو كان أصله هكذا، فلا يحق له ليحدد مواليد الأب لانتماء الوطن ، ومحبته، فهل من لم يولد والده في الضفة الشرقية، هو عدو للأردن ؟؟ حسب تصنيف الكوز، وينسى هذا الرجل أن تزلفه الإقليمي المصطنع لن يقربه لأي حكومة أو جهة أمنية حتى لو قال إن جدي هو الحارث الأول ملك الانباط مادام يثير بلبلة شعبية.
وإذا كان هكذا فماذا كان فعل في إدارة الوحدات، الذي جمد عضويته ومعروف أن هذا النادي ممثل لمخيم الوحدات، ولكنها عادة تمارس كثيرا، للبعض حينما يكونون فلسطينيون في المخيمات ، وشرقيين عند الحكومة.
لن اعلق على كلمة على الجسر لان أبناء المسيرات الغاضبين ، لن ينتظروا الأمر، منه وكلهم من أهم العشائر في الاردن، ولا يسكنوا في عمارته ومنهم كبار ضباط الجيش والمثقفين، ولكن بعد ان شاهدت الفيديو الذي قارن القذافي وخطاباته الاحتقارية لشعبه مع كلام الكوز ، أعيدها بعد عشرات ومئات المقالات والمسيرات ضد هذا النائب أن من يتهرب من أصله لا يستحق أن يمثل شعبه، ومن يريد زج عشيرته في أعمال شغب وحرب أهلية وواقعة سيارات مشابهة لواقعة الجمل في ميدان التحرير، يجب أن يبعد عن أي منصب عام، والنتيجة الأهم حينما يسكت رئيس وأعضاء المجلس ويفطنون لتلك الكلمات بعد ثلاثة أيام لا يتسحقون أن يمثلو الوطن ولا المواطن.
Omar_shaheen78@yahoo.com