العالم يودع ونحن نستقبل
ونحن نقف على عتبه عام جديد 2015 يتلصص نظري من شق الباب نحو ذاك العام الذي يحمل المستقبل لنا ولا جيا لنا مايحمل من خفايا وخبايا فيقرا صورا غير التي يراهن عليها الكثير من أصحاب النزعة التفاؤلية على أن العام الجديد يحمل مؤشرات إيجابية على تحسن الواقع العربي المأزوم، في مختلف المجالات وعلى أكثر من صعيد
وبصري المختلس النظرات يقول غير هذا ويشير الى دلائل، على المدى المنظور، على ان لاإمكان للخروج من الأزمات العربية الكبرى، ولا شيء يدعو الى الاعتقاد بقرب الخلاص من المراوحة بين المشهد الحالي السيئ والانحدار نحو الممكن الأسوأ. ولاادري من هو اصدق فنحن بهذا الزمن لم نعد نميز بين هذا وذاك وقارئات الفنجان هذا العام اختفين فلم نعد نراهن
لكن مانراه ان مأساوية الواقع العربي تتجاوز الاعتبارات المرحلية والعوامل السياسية الى محددات عميقة، لا يمكن التغاضي عن ربطها بما يمكن تسميته فاعلية الارتكاس الحضاري. فكل ما يتصدر المشهد العربي من تأزيم سياسي هو نتاج تخلف متداخل بين المكونات الحضارية.
ذلك أن الحضارة بنية متكاملة وكل لا يتجزأ، يتداخل في تشكيلها الفردي والمجتمعي، السلطوي والشعبي، النظري والتطبيقي، الديني والوضعي، التاريخي والمستقبلي. وليس للعنصر السياسي وظيفة هذه البنية، الأولوية على ما عداه من عناصر سوى انه أكثر تداولاً وظهوراً.
فغالبا المجتمع العربي الراهن مانراه فيه ان الدين تحول الى رؤية لتبليغ الفرقة والتعصب، والعلمانية معارضة الحاديه لكل ما هو ديني وهات مين يشاكل الثاني في حين ان السياسة اصبحت فن للنفاق والغلبة والاستغباء. والجامعات التي اسست لتخريج نخب تمتلك سلاح العلم والمعرفه والخبره والدرايه في كل مجال اصبحت مدارس لتخريج نوعيات اغلبها لايعرف كتابه جمله بقدر مايسال عن وظيفه واصبحت مؤسسات لتخريج العاطلين عن العمل لتزداد مساحة البطاله والفقر اتساعا
أما وسائل الإعلام، فهي أدوات رخيصه اسعارها متفاوته وثمن السكوت معروف تعمل على قلب الحقائق والتحريض على الفتنة والعنف وتطمس الحقيقة وتجمل الكذب والرياء وكل شئ بثمنه . في حين أن الثورات لم تتجاوز كونها في أحسن الأحوال، وسائل لتداول السلطة، وصولاً الى استجلاب الأجنبي وفتح البلاد أمام جولات لامتناهية من العنف.
الأوطان في الوطن العربي المعاصر مرتع فقر وغربة. الجغرافيات ضيقة، بما رحبت، حيث يهاجر منها أهلها الى أرض الله الواسعة في الغرب. والجيوش ألوية لمكافحة الشغب وقمع المتظاهرينوالمحتجين على سعر الرغيف وجرة الغاز وتنكه الكاز . الميادين محطات استذكارية شاهدة على خيبة الجماهير ذات ربيع كاذب.
المدن اصبحت تجمعات سكانية خانقة مزيج من الشعوب والعادات والتقاليد والتي لم تتناغم بععد ولم تؤسس لحال . الأرياف بؤر من الحرمانوالفقر والعازه . الحدود فواصل بين الشعوب.
والجوار منابع دافقة بالارهاب والمسلحين والخوف . أما الاقتصادات فهي، في جانب كبير منها، آليات لتبرير الهدر والإنفاق غير المشروع وإعادة جدولة الديون.
الحرية في المفاهيم العربية السائدة كلمة للتعبير عن واقع الحال بنقيضه، والرفاهية مفردة يتم استحضارها برومانسية الحنين الى ما لا يكون، والتنمية المزعومه بكل شان شعار ميتافيزيقي يحاكي المخيلة خارج المحسوس والملموس،
والتعددية والحزبيه صيغ تجمع المصالح وتؤدي لمكاسب والمنافع بينما الديموقراطية وسيلة لتبرير هيمنة القوي على الضعيف والأكثرية على الاقلية،
والعدالة لا شيء غير مساواة الناس في ولائاتهم أما المواطنة فلا تعني سوى ان ثمة آدميين افواهه لاتعرف الا نعم وفزعه دون تفكير
فالأصل في الواقع العربي المشهود، أن السياسيين يدورون في فلك المسؤولين والمثقفون، بدورهم، طوباويون ويعيشون حالة من النرجسية والانفصال عن الواقع، فيما رجال الدين يتوزعون - بنسبة كبيرة - بين الوعظ وإمرة الجماعات السنه تاكثير منهم تلهج بالدعاء ان يزداد الراتب ويتحسن التقاعد . أما المواطنون فهم ظاهرة انتظار وترقب لحل يأتي من الخارج أو فرج يهبط من الحكومة او من السماء..
واخبيرا هل عام 2015 غير عام 2014 لاادري مع هذا نقول عام جديد ملؤه التفاؤل والخير والبركه لان الله قال ان الله لايغير مابقوم حتلا يغيروا مابانفسهم فهل غيرنا مابانفسنا