(معاذ) وشهر العسل


من المحزن والمؤسف أن تكون قد وجدت نفسك قد سقطت في قاع بئر سحيق، وتسمع أخوانك من بني جلدتك يجثمون على بابه، يتجادلون ويتبادلون اللوم والاتهام عمن أوقعك في البئر ..

الطيار معاذ الكساسبه لم يجد نفسه بحالة من الفراغ والملل، فقرر أن يداعب طائرته، فيطير منخفظا ليغازل الجبال، ويذهب بعيدا ليقبّل خدود داعش الملطخة بالدم! معاذ (العريس حديثا) لم يقرر جنونا قضاء شهر العسل رأس السنة في منتجعات الدولة الاسلامية في العراق والشام، ليطوف بين أكوام الجثث ذات الرؤوس المقطوعة المنتشرة حول فنادق دجلة والفرات ذات الستة نجوم !!

ليفهم الداعشيون (حيثما كانوا) أن الجندية الأردنية لا تعنيها السياسة .. وليس بوسع الجندي الأردني أن يخرج للناس في الشارع يستفتيهم بأمر قيامه بمهمة عسكرية .. وما كان على معاذ إلا إطاعة أوامر قادته ..

منْ يوجه اللوم لمعاذ وهو في الأسر باختيار وجهته لقضاء "شهر العسل" لا يختلف عن داعش .. ومنْ يجلس مرتاحا حول "خرزة" البئر من أبناء جلدته ويملك متسعا من الوقت ليجادل في سبب سقوطه فيه لا يختلف عن الخائنين المتخاذلين في قضايا الوطن !

إن أردنا أن نخدم الوطن، فلنعد معاذ من رحلته أولا، ثم نعمل معا من أجل إلغاء جميع خطوط الرحلات الجوية والبرية المتجهة للدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، لا بقصد السياحة ولا بقصد السياسة .. فإن ذلك القوم لهم دينهم ولنا دين !!