استثمار ام استهتار


لا يخفى على احد ان الاستثمار هو إضافة طاقات إنتاجية جديدة إلى الأصول الإنتاجية الموجودة في المجتمع وإنشاء مشروعات جديدة أو التوسع في مشروعات قائمة, أو إحلال أو تجديد مشروعات انتهى عمرها الافتراضي وغالبا ما تهجر الاستثمارات الى منطقة ما بسبب مناخ استثماري حقيقي واستقرار سياسي واجتماعي واقتصادي ثابت . اما الاستهتار فهو اتباع الهوى وعدم المبالاة والاهمال والاستخفاف وعدم الاكتراث وعندما نقول استهتر فهذا يعني الانقياد الى الهوى وعدم المبالاة بالفعل .


كان لابد لي من كتابة هذه المقدمة لتكون مدخل لشرح صدري ولإحلال عقدة من لساني لان العقل الانساني والفكر الاستثماري الحديث لم يعد يستوعب ما تقوم به السلطات في الاردن خاصة الحكومة من تعديلات غاشمة على القوانين المتعلقة بالاستثمار فاغلب القوانين التي اقراها المجلس التشريعي الحالي هي قوانين جائرة وطاردة للاستثمار والمستثمرين ، و غير واقعية ولا تتناسب مع بلد مثل الاردن فالمملكة الحبيبة ليست قطعة من الجنة بنظر المستثمرين ولا يحكمها تشريع خارق يفوق كل التشريعات السماوية والارضية ذلك ان المستثمر قد حضر لمملكتنا الحبيبة ليس بجهود وافكار الحكومة الاقتصادية الثاقب ..

ولكن حضر الجميع بجهود شخصية من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله وبعض الميزات التي تقدمها القوانين العصرية للمستثمر فهل من المعقول بعد ان يبني المستثمر اساساته ويدفع بثقله الراس مالي في مشروعه ويبدأ العمل يفاجئ كل عام بتغيير للقوانين وبشكل يستهتر باستثمارات كنا قد هللنا لقدومها بمئات التصريحات والمؤتمرات لاصحاب الرؤوس الحليقة والربطات الصفراء الذين صدقوا انهم هم من احضروها للوطن .

ا عندما نسمع كل الشخصيات الاقتصادية سواء الرسمية او الشعبية التي تروج للأردن لجلب الاستثمارات اول ما تتحدث به وتقنع المستثمرين به هو استقرار القوانين المتعلقة بالاستثمار والمرتبطة به بشكل مباشر او غير مباشر ، لكن الغريب والمدهش في الامر اننا خلال السنوات الأخيرة ونحن نخاطب العالم الاستثماري عن ثبات قوانيننا واستقرارها نغير فيها ونهجر ونقوض كل من اقام اي استثمار في بلادنا .

وهنا النتيجة الحتمية للحالة التشريعية او الظاهرة الغربية التي نعيشها في صناعة و سلق قوانين لخلخلة واخافة كل من له استثمار ات كبيرة او متوسطة او حتى صغيرة ، فهل بهذه القوانين سينمو الاقتصاد الوطني ؟ وهل بهذه القوانين ستصبح دولتنا جاذبه للاستثمار وهل سيبقى المستثمر على استثماراته او يفكر في تطويرها ؟ هل فكر المجلس التشريعي بهذه الاسئلة هل فكرت الحكومة بالعواقب الوخيمة نتيجة كثرة اللعب بالقوانين تحت اسم تطوير وتحديث لصالح الوطن .

الكثير من المستثمرين الذين ورطوا في بعض الاستثمارات اصبح استثمارهم في مهب الريح واصبحوا مجرد موظفين عند الحكومة وربما عند اول فرصة تتاح لهم سيغادرون ولو حتى باقل من راس المال الذي دخلوا به ... مرة اخرى اسال الحكومة والمجالس التشريعية هل الاردن قطعة من الجنة بالنسبة للمستثمرين وهل باعتقادكم يا جهابذة الاقتصاد والاستثمار في حكومتنا ومجالسنا التشريعية ان المستثمرين ينتظرون دورهم بفارغ الصبر لتسمحوا لهم بإنشاء استثمارات جديدة او تطوير وتوسعة استثمارات قائمة

امركم غريب انه استهتار واهمال بكل بساطة