هل تولد المحبّة من جديد



من اقوال سيدنا عيسى عليه السلام في المحبة ماورد في انجيل متى لا تظلم اجيرا وفقيرا وطوبى للرحماء فانهم سيرحمون وطوبى لأنقياء القلب فانهم سيرون الله كما ورد في انجيل لوقا احبوا اعداءكم واحسنوا معاملة الذين يبغضونكم ،وباركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم وما ورد في انجيل يوحنا احبوا بعضكم بعضا بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كنتم تحبون بعضكم بعضا ان كنتم تحبوني فاعملوا بوصاياي والرسالة الاولى الى مؤمني كورنثوس لو قدمت اموالي كلها للاطعام وسلمت جسدي لأ حرق ، وليس عندي محبة، لما كنت انتفع شيئا فالمحبة لاتحسد المحبة لا تتفاخر ولاتتكبر لاتتصرف بغير لياقة ولا تسعى الى مصلحتك الخاصة لاتستفز سريعا ولاتنسب الشر لأحد لاتفرح بالظلم بل تفرح بالحق ,تلك اقوال رسول المحبّة والسلام بين البشر وجائت تعاليم الإسلام على لسان سيِّد البشر سيدنا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام لتؤكِّد هذه الارشادات والتعاليم لكي يفهم سائر البشر على الأرض مهما اختلفت لغاتهم ان المحبّة هي اساس التعايش والتراحم وهي عطر الحياة وسرُّ سعادة القلوب وحلاوة اللسان لدى كافّة البشر واللوجو الرمز لهذه المحبّة بكل بساطة هي الإبتسامة الصادقة العفيفة البسيطة في معانيها وفي حركتها وفي توصيلها واستلامها .

هل فهم البشر معاناة سيدنا عيسى عليه السلام ورسالته الذي افنى عمره شابا من أجلها وهل فهم البشر معاناة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ورسالته لكل البشر أم ترى أن الناس الأوائل هم من فهموا ذلك حيث لم تكن التكنولوجيا ولا ثورة الإتصالات والمواصلات والأقمار الصناعيّة والنت واصبح العالم كما يُقال قرية صغيرة تملئها المعاصي والفسوق والعصيان والنفاق والكذب واصبح جسد المرأة حلالا للجميع عريه للتفاخر وجماله لمشاهدة العيان واصبح اكل الحرام وتجاوز حدود الأدب والقفز على موانع الخجل يعتبر من الفهلوة والعنتريّات .

وكان سيدنا عيسى عليه السلام فقيرا وقضى عمره لاجئا مشرّدا وكان سيدنا محمدا عليه السلام يتيما وبعد ذلك راعيا فهل امتلكا العلم والتكنولوجيا لنشر دعوتيهما بين عباد الله حيث دامت رسالة السماء منذ آلاف السنين حتّى الآن ولم يكن لديهما من الآليات سوى الإيمان بالله وبما يدعون اليه ويملكون عقلا حكيما وإرادة قويّة وصبرا على ظلم بني البشر ومحبّة لم تضمر في قلبيهما فنجحا في إيصال رسالتيهما الى خلق الله على هذه الأرض فهدى الله عليها من شاء منهم .

ولكن تطوّر البشريّة وطمع البشر أدّى الى تفشّي الفساد وانتشار الظلم وسلب الحقوق , فتسليح الجيوش بأعتى السلاح جلب الإستعمار واحتلال الأرض واستعباد البشر , وإنشاء البنوك أدّى الى إفقار الناس وتعاظم القضايا , وفلسفة الدبلوماسيّة والسياسة أدّت الى حروب عالميّة , وتطوّر الصناعات أدّى الى تلوّث الكون ,وتعدُّد اساليب الرفاهية واللعب أدّى الى الكثير من الفواحش ودمار الطبيعة وتفكُّك الأسر وغير ذلك من آثار سيئة على الكون وساكنيه , ذلك الكون الذي وهبنا الله إيّاه عذريّا طبيعيّا خالي من أيِّ عيب او خلل حتّى نحافظ عليه حتّى يرث الله الأرض ومن عليها ولكنّنا لم نحافظ على هذه الأمانة كما يجب لأنّنا لم نقتد بتعاليم سيّد المحبّة والسلام يسوع المسيح عليه السلام ولم نتبع تعاليم سيِّد الخلق محمدا عليه افضل الصلاة والسلام بنشر العدالة والمحبة بين الناس .

لقد حوّل اهل النظام العالمي الجديد المحبّة الصادقة في القلوب من حب الله ورسله والوالدين وصلة الرحم والارض والأوطان والخير الى حب العواطف بين الذكر والأنثى واوجدوا لذلك أعيادا وأيّاما لها بهجتها واضوائها وزينتها وسلوكيّاتها التي تخرج احيانا عن الأدب بل وتخدش الحياء في بعضها ونسي الكثير من البشر المحبّة الحقيقيّة .

بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر، وكذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل وكما ان النبتة بحاجة لتربة وماء فإنّ التواضع بحاجة لإيمان وإرادة ومحبّة وسلام وقد بعث الله سيدنا عيسى عليه السلام ليكرّس المَجدُ للهِ في الأعالي، وعلَى الأرضِ السَّلامُ، وبالناسِ المَسَرَّةُ .ِ

الف تهنئة لإخواننا واهلنا واحبّتنا في الطوائف المسيحيّة التي نحتفل وإيّاهم بعيد مولد سيدناعيسى عليه السلام ومن محاسن المناسبات ان اهنئ ايضا انفسنا وكافّة المسلمين لإحتفالنا بعد أيّام قليلة بذكرى المولد النبويْ الشريف وتهنئة للأردنيّين جميعا بالسنة الميلاديّة الجديدة وجعلها سنة خير وراحة بال وبركة عليهم.
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة وعظّم المحبّة بين ابنائه ووقاه الله من أيِّ شر يأتيه من الداخل والخارج لا سمح الله .
احمد محمود سعيد
24 /12 /2014