جامعة الدول العربية.. الصادية الرابعة

جامعة الدول العربية.. الصادية الرابعة

 

شر البلية ما يضحك... وما أضحكنا بلا شك سيبكى إن لم يكن قد أبكى الشرفاء من قبل, أحداث ومجريات أمور بيننا ومن حولنا عن الأمة العربية والمسلمة منها يُسْمع وآخر يُرى ويُشاهد سواء على قنوات فضائية أو إذاعية وللأسف معظمها عميلة لجهات لها مصالح في منطقتنا , لا يرينا إلا ما يريد لنا أن نراه وفوق كل هذا ما تسمى بجامعة الدول العربية المنتدبة من جميع الدول المعنية .

 

ما نعرفه أن تلك الجهة من المفترض أن تكون "بيت العرب" والذي وجب أن تقوم بما ترتضيه الشعوب التي تمثلهم والتعاضد والتكاتف للجميع على حد السواء بعيدا عن أي مصالح لحل أي مشكلة تعترض بلاد العرب والإسلام ضمن صلاحياتها , ولكنها لم تعد تعمل لصالح القضايا العربية بل أصبحت ممرا لدخول الاحتلال إلى أراضينا فقد أصبحت مصداقيتها في محل اهتزاز من الجميع , فكم من اجتماعات أقيمت وقرارات اتخذت بلا نتيجة مرجوة فلا وزن لها ولا كلمة مجرد شكل "صوري" لا علاقة بينها وبين من تمثلهم من الشعوب , كنا نرجو على مدار السنين أن تكون بمثابة درع للعروبة ولكنها أثبتت أنها ذراع للغزاة والصهيونية العالمية.

 

ثورات شعبية منذ عقود في فلسطين باتت بالانقسام الداخلي الذي لا يصب إلا في مصلحة العدو ومنها إلى تخاذل عربي مستمر وزيادة نفوذ للصهيونية بالمنطقة.

 

تونس التي ابتدأت بصرخة ضد الظلم وانتصارها المبدئي بالرغم من عدم التخطيط المسبق وكل الخشية والدعوات للانتباه من تحوير الانتصار الذي اسقط النظام الجائر لأجندات مجهولة الهوية لا يُعلم نهايتها .

 

أما مصر الكنانة وثورتها التي نهضت بسواعد أبطالها بالرغم من محاولات الكثيرين للوقوف على أكتاف هؤلاء الثوار الشرفاء للوصول إلى مصالح بأجندات خاصة والتي نرجو الله لها السلامة والسداد.

 

ولا نريد أن يغيب عن أذهاننا المخطط القديم الحديث "الصادية الثلاثية" "صهيوني , صليبي, صفوي" والذي تُوّج في الفترة الأخيرة بزواج متعة بين الصهيونية الصليبية المتمثلة بأمريكا وأوروبا وأعوانهما من العملاء وبين بلاد فارس المجوسية الصفوية "إيران", والذي ينصص هذا الزواج على أن ما فوق الأرض  لإيران المجوس وما تحتها للصهيونية الصليبية وابتدأت بالفعل تطبيق هذا المخطط باحتلال العراق فلم يعد منها ما يذكر فقد تحولت أرضها بلاد الرافدين الخضراء إلى ارض جرداء ومعتقل كبير لأبنائها وسجانيهم حكومتهم التابعة لإيران لتمتد نفوذها خطوة وراء الأخرى لاحتلال باقي بلاد العرب ,وما أحداث البحرين واليمن وغيرها من الخليج العربي إلا دليل واضح وفاضح لذاك المخطط لإعادة الشعوبية الفارسية الظالمة إلى حيز الوجود بعد أن دحرها الإسلام بقيادة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه , ولمتابعة هذا المخطط المجوسي الصفوي متابعة قناة صفا ووصال, أما الصهيونية الصليبية فلها ما تخزنه ارض العرب من ثروات نفطية تعد اكبر مخزون عالمي ,والصادية الرابعة "الصورية" جامعة الدول العربية فظاهرها عربي وباطنها لا يخدم إلا مصالح خاصة لا علاقة لها بإرادة الشعوب , وما اتخذته مؤخرا من قرارات  ضد ليبيا ما هو إلا إعادة الكرّة كما حدث في العراق للسيطرة على ثرواتها متخذة ذريعة حماية شعبها من رئيس ظالم يُحْكم قبضته على زمام السلطة ولكن ما تخفيه السياسة القذرة أن أي تدخل عسكري أجنبي آخر في المنطقة ستكون ضربته الأولى والأخيرة للشعب وليس لقيادته والذي سيجر الويلات على غيره من الشعوب المجاورة والمنطقة بأسرها, ونحن لا زلنا نيام نغط في سبات عميق لن نفيق منه إلا ونحن في معتقل كبير اسمه بلاد العرب والمسلمين.

 

هذا المخطط الرباعي الصادي "الصهيوني,الصليبي,الصفوي والصوري" لا يهدف إلا لسرقة البلاد وإهدار دماء العباد والاستيلاء على الأرض واستباحة العرض كما هو الحال الآن في العراق الجريح الواقع تحت احتلالي "صهيوني صليبي وصفوي" لا زال يعاني شعبه من الأمرّين الفقر ونهب ثروات بلادهم والاعتقال وسلب أرواحهم وتحت مرأى ومسمع مجلس الأمن الدولي والأمم العربية والإسلامية جميعها وعلى رأسهم تلك الجامعة المزعومة الذين لا يتوانوا عن عمل أي تعتيم إعلامي خاص بتلك الدولة وما يجري بها من انتهاكات لأرواح الناس ارضاءا لمصالحهم , ولمعرفة تفاصيل ما يحدث في تلك البقعة المنسية التي كانت تقف دائما بجانب الجميع فيما سبق متابعة قناة الرافدين العراقية .

 

في عهد عمر بن عبد العزيز عامل تحت إمرته في خراسان أرسل له بان يسمح له باستخدام بعض القسوة مع أهلها لأنهم برأيه لا يصلحهم إلا السيف والسوط فأجابه الحاكم العدل "كذبت" بل لا يصلحهم إلا "الحق والعدل", ثم خطب في الناس وقال :من أراد أن يصحبنا فليصحبنا بخير أو فليفارقنا , لله دركم أيها العمريين رضي الله عنكما وعن سلفكما الصالح, دعوة لتلك الجهة المسماة جامعة الدول العربية أو الصادية الرابعة"الصورية" لتكن قراراتها لصالح الشعوب بلا تدخل أجنبي ولا لأهداف مدفوعة الأجر وإلا فلتفارقنا "فالحق يُؤخذ ولا يُعطى".

 

ومعذرة أيها الرجل الشقيق والأخ والأب والابن والصديق فقد كنت أرجو طوال عمري أن أكون رجلا لقول الحق وفعله بلا تقصير ولكني في هذا الوقت وما نشهده من أحداث حمدت الله على أني مجرد امرأة لا حول لها ولا قوة إلا بالقلم وإلا لاضطررت حلق شاربي والتزام الصمت والجلوس كالنساء والغلمان والعبيد.

 

وأعود وأقول "إن الباطل إن كبر وارتوى.. فهو قاهر وزائل, والحق إن صغر وانزوى.. فهو ظاهر وهائل" والنصر من عند الله.

 

Enass_natour@yahoo.com