البحرين- تسمية الاشياء باسمائها

البحرين - تسمية الأشياء بأسمائها

لعل الفوضى هي الشعرة التي قصمت ظهر البعير في البحرين، فالبعير أو المخطط كان يعمل بنفس آلية الغاز المتطاير في حالة بحثه عن أي مسارات أو فراغات ليملؤها فيسكنها في انتظار شرارة (الثورة) التي ستعمل على تفجير كل الموانع التي تقف في وجه مشروع المنطقة الجديد حسب أجندة قراصنة المرحلة، وكان الجميع يرى فوهة الخراب فلا يجرؤ الإطالة في النظر حتى لا يشخص وجعه بأنه طائفي وحتى لا يتهم بأنه مدمن امبريالية وعليه العلاج بمصحات بغداد ودمشق والضاحية الجنوبية.

 

الآن يا سادة هناك من أشعل الصاعق في البحرين وربما قبل وصوله لساعة الصفر المخطط لها منذ واقعة الجمل الأولى ( ليست واقعة جمل حسني مبارك) وقبل وصول العفن المرسل لكل مسامات نقاط ضعفنا  حيث نجاح (الطعه بان تضل قائمة) في الوطن العربي ربما سرع في إشعال الفتيل لجاذبية الوضع العربي العام من حيث تشتيت الجهود وتسهيلات الغرب لأعمال التغيير فكانت الفرصة التي تم استغلالها من قبل أصحاب المصالح في الخراب لتثوير الوضع في البحرين واليمن. 

 

المعارضة في البحرين لهم لون واحد بل طائفة واحدة ( علينا أن نسمي الأشياء باسمها الآن).. كلهم من الشيعة ولكن ليس كل الشيعة في البحرين معارضة، وفي عقيدتنا وكذلك في ايدولوجياتنا التي فضائها استوعب أقصى اليسار وأقصى اليمين.. ليس لدينا مشكلة معهم أو في وجودهم أو وجود أي طائفة والطوائف كثيرة في الوطن العربي.. ولم نكن نرى الفواصل بيننا وبينهم بل لم يكن هناك شيء بيننا وبينهم كانت كلها نحن ( حسب فهمنا)، ولكن تبين أن فهمنا يختلف عن فهمهم في البحرين والعراق واليمن.. فهناك مشكلة كانت في قلوبهم وتتداول على ألسنتهم فيما بينهم  أن لهم قضية وقضيتهم في وجودنا من (أساسه).. وهنا يقبع الشيطان وتستوطن المشكلة، وفي الحالتين حكاما ومحكومين.. وجودنا مشكله لدى فكرهم الجديد والتجربة اكبر برهان في العراق وإيران.

 

 لنسمي الأشياء باسمها.. إن المشكلة ليسو الشيعة كأفراد.. بل المشكلة التي نعاني منها جميعا هي (الفكر الصفوي) الذي يحمله بعض الشيعة  ويقودهم كمرجعية مقدسة لهم لا جدال ولا قرار لهم فيها كأفراد.. وهذا ما نعرفه فيقلقنا.. ولا يعرفوه.. فيقلقونا بناء عليه، ولمن لا يعرف الصفويين نقول أنهم من الشيعة الذين استطاع إسماعيل الصفوي أن يحولهم من مذهب أهل السنة والجماعة إلى أتباع له ليصبحوا شيعة وتحت مظلة أتباع آل البيت وذلك في القرن السادس عشر حين استولى على منطقة  فارس السنية بالسيف وقتل وعذب الشعب هناك واستقدم لهم علماء الشيعة من جبل عامل لتدريس وحقن المذهب الشيعي المعبأ بالحقد (الصفوي) في شعب بلاد فارس (إيران قبل أن تبلع عربستان وبلوشستان وجزء من  كردستان) ليصبحوا بالتالي رهائن لمبدأ  قدسية الأمام والإمام  أي نسخة مكررة عن إسماعيل الصفوي الذي قتل أمه لأنها رفضت التشّيع.

 

نعم أن علينا أن نعرف أو نعترف بأن مشكلتنا ليست مع الشيعة كأفراد في وطن بل مع النهج الذي يدين فيه جزء كبير منهم والذي يجعل من وجودنا أمامهم قضيتهم الأولى سواء كنا حكاما أو محكومين لهم، بينما قضيتنا الأولى كانت في كيفية التعايش معهم دون أن نحرجهم بالطلب منهم بأن يشعرونا بالتعيش معنا، كنا نقترب أكثر وهم يبتعدون، وكلما كنا نحبهم كانوا هم يكرهون.

 

علينا أن نسمي الأشياء بأسمائها حتى لا نصبح نبحث عن مسجد للصلاة كما في طهران فلا نجد إلا رصيفا بجانب كنيس يهودي سمحوا لإتباعه بإقامته في حين رفض لنا الطلب،  وحتى لا نصبح من سكان سجن أبو غريب لان أسماؤنا عمر وعثمان وصلاح الدين، وحتى لا يرفع السلاح في وجه أطفالنا في عكار بهدف تحرير الصومال من قبائل الدنغا.

 

نحن قضيتنا.. الحياة بكل تفاصيلها، ليس لنا أعداء سوى الشيطان ومغتصبي أراضينا كما في فلسطين وسيكون عدونا كل من يتطاول على استقرارنا بالتأكيد، بينما هم تتوحد وتتركز كل قضاياهم فينا نحن وفي وجودنا، وفي عقيدتهم.. نحن الشيطان وليست أمريكا التي امتطوها بالتناوب لكي يمتطوا العراق والعكس صحيح أيضا، وإلا ما يفسر سبب تهريب 40000 قطعة سلاح من إيران إلى البحرين وتخبئتها في المزارع والبيوت بانتظار ساعة الصفر..في حين كانت الحكومة البحرينية تعمل على بناء المرفأ الاقتصادي وجلب الاستثمارات وخلق الوظائف (عشرين ألف وظيفة جديدة في وزارة الدفاع فقط ) واستجلاب الدعم العربي والخليجي لبناء الوطن...ولا تنسوا أيضا المساهمة في بناء وصيانة وحماية 1221 حسينية ومأتم لهم في البحرين..!

 

عقيدتنا وفكرنا لم تجعلانا طائفيين ولا تسمحان لنا بذلك.. وليس علينا أن نكون طائفيين ولن نكون بالتأكيد كذلك، ولكن علينا أن ننظر جليا ونفضح وننصح من يحمل الفكر الطائفي الحامل لمحفزات قتلنا والذي لا يملك قضية سوى الثأر من (معاوية) من خلال سحقنا وتفجير شوارعنا وبث الخلايا النائمة بين مدارس أطفالنا، وكما نظرنا للفكر التفكيري الذي حملته القاعدة ومقتناه فاتقينا شره بخلعه.. علينا أن نعمل على خلع الفكر الصفوي التكفيري أيضا.

 

علينا أن نعترف بمشكلتنا ولا نتحايل عليها لأجل البريستيج فهناك خطة خمسينية  تم اعتمادها في طهران في مؤتمر ( أتباع علي هم الغالبون) ولها أكثر من عشرين سنة تسير وفق الخطة ومن اقل أهدافها أن تصبح عدن ضمن حدود ولاية قم الكبرى وان يدفع سكان القاهرة الخمس لحسينيات كربلاء، وعلينا أن نسمى الأشياء باسمها، فاحمد نجاد حين يتطاول على الوطن العربي فهو يتطاول على عقيدتنا وعلى استقلالنا وعلى فكرنا، فشيعة العرب هم أبناء الوطن  العربي لا علاقة لإيران بهم  وما يدنس فكرهم من عقيدة إسماعيل الصفوي هو مرضنا نحن وليس عتاد فكري (لثوار) اللؤلؤة أو مخزون نفطي لحكومة الملالي في طهران وعلينا نحن معالجته واستئصال الورم الخبيث من فكر المتربصين بنا بين زوايا الفوضى تحت اسم التغيير. 

 

                                                جرير خلف