عيدك مبارك يابلدي

نقف على اعتاب عام جديد وبغمره الاحتفالات التي نسال الله ان تظل فينا وكل عام والوطن وقائده وشعبه بخير 
حقيقة انا لست قارئ فنجان او منجم لاعرف المستقبل ومايخبئه لان هذا علمه عند الله وان كانت هذه الايام هي مناسبه لخروج مثل تلك الفئه مع بدء العد التنازلي لخط بدايه الاحتفال بسنه جديدة 2015 حيث بات وداع عام واستقبال آخر مناسبة لتوقع المزيدمن الاحاسيس والمشاعر المتباينه وحالات من التفاؤل والامل مثلما هي التوتر والفوضى والأزمات. وأصبحت الأعوام ظرفاً زمنياً لمراكمة الأزمات كماً ونوعاً. 
لم تعد الأسئلة حول مستقبل الوضع في الاقتصادي او السياسي او الاجتماعي عندنا سوى مناسبة للتذكير بأن ما ينتظر الاردنيين أكثر سوءاً، وبأن السنه المقبله ليست سوى محددات زمنية لدفع المشهد الراهن نحو المزيد من المأساوية والتصعيد وارجو الله ان اكون مخطئا .

في المجتمع الاردني ماعاد التفكير الا من خلال المعده و أصبح الخوف من المستقبليعشش بكل الاذهان والسؤال عن الرغيف والكهرباء والغاز عن السكن والتعليم الالبسة عن وعن وعن لا يفارق التفكير. توقع الأفضل لم يعُد يقترب من مخيلة الناس، وبات الحدّ من كارثية المستقبل هو االحاله المستترة او السائدة. هذه السوداوية المستشرية ليست حكراً على حقبة مرحلية، بل يمكن خلع التاريخ عنها وتعميمها على الأعوام المقبلة، انسجاما مع الأعوام الماضية.

فلا شيء يدفعالاغلبيه منا الى التفاؤل حتى ولا تطمينات حكوميه لم نعد نثق بها سرعان ماتتلاشى بقراريلحس قرار قبل ان يجف حبره ولا يترك مجال وليس ثمة ما يشجعنا على انتظار فرصة حل أو ترقب فسحة أمل لنشد الاحزمه على البطون هذا ان بقي بطون . بينما ما يحيط بهم من مشاكل وتحديات، عصي على الإحصاء ولا يمكن سرده إلا على سبيل المثال لا الحصر.


في الاردن كلنا يعرف ان لا ثنائية نظام ولامعارضةحقيقية كما يوهمونا ولا اخطار خارجيه تتهددنا لان حصوننا منيعه محصنه بايمان الشعب الاردني بالله وبقيادته وحكمتها..... لكن الازمه نابعه منا وفينا مصانعها حكوماتنا وقراراتها وسياساتها واداراتها 
فالكل ملتف حول القيادة والكل مجمع على الاصلاح والتحديث والتغيير والنأي عن أي شكل من أشكال العمل السلبي مادام الجميع يؤمن بقدسه الوطن واهميه الوطن وواجبه نحو الوطن ..مؤمن بمحاربه الفساد المتراكم والمتنامي بل اجتثاثه في ظل القانون الذي بدانا نلمح ونلمس قوته مادام الفساد عله 

مثلما هو مؤمن اننا نفتقد حقيقة المعارضة المصوبه التي هي بهدف الصالح العام لان مانراه اليوم معارضه اعلبها يقوم على شراكة فاسدة بين غالبية المعارضين وهو بنية متكاملة تتشكل من علاقة انحرافية بين القيمين على بعض اجهزه الدولة ومكوناتها. لا أحد يبتغي الإصلاح ولا التصويب حتى لأن الجميع يجني من فيء فسادهاحتى المراسل 
واخيرا اتمنى لن يراف الله بهذا البلد الامين الصابر المرابط وضعبه المؤمن الكريم الاصيل وان يمي قيادته ويحصن جدرانه وحصونه وكل عام وانتم بخير

ولا طاولة حوارهادفه تؤدي الى تفاهمات التلاقي على حب الوطن ومصالحه ومصالح اهله غالباً ماتكون تواطؤ والخلاف دائما خصومة وتعطيل. الخطاب العدائي أقصائي ولا يحتفظ بأي من خطوط العودة. الانسياق الغريزي يؤبد الاصطفافات القائمة ويهدد لقمه العيش الاحتقان في الشارع سيد الموقف ويعبر عن نفسه بين حين وآخر بجرعات مرتفعة من العنف والعدوانية. الكراهيات المنفلتة من كل قيد تحكم نظرة كل فريق الى الآخر وهي تتعاظم مصحوبة بما تيسّر من سجالات وصدامات. يرافق ذلك كله تسيّد الفقر والبطالة وانعدام فرص العمل وارتفاع معدل الجريمة واستشراء الفساد في المؤسسات ولدى المسؤولين، ووجود ما يقارب المليون لاجئ سوري واخر عراقي وليبي وووعلى الاراضي الاردنية هذا عدا الكساد الاقتصادي وتصاعد الدين العام وجمود القطاع السياحي، واستمرار الهدر وغياب خطط التنمية و..

و وبكل اسف مازلنا ننتج برلمانات لاترضي المواطن حتى وتعبر عما بداخله وان كان اختياره ...فهذه هي البضاعه المعروضة وهذه هي التشريعات التي تخدم الفرد لالامه ورغم مطالبه جلالته مرات ومرات للوصول لقانون انتخابي عصري شفاف يعمل على تغيير الواجهه لم يتوصلوا بعد او هم لايريدون ان يتوصلوا 

ولا مجلس نيابي فاعل، ولا حكومة طبيعية بل حكومه تعيش الانتظاروالترقب مخلخله تحكمها الاشاعات ويسودها القلق من التغيير او التبديل ولا طريقة للخلاص من آلاف الإرهابيين والمندسين الموزعين على شكل خلايا نائمة في الداخل مرتبطين باسيادهم اعداء الوطن ومتأهبين للانقضاض والله وحده يعلم إن كان هناك او لا لان لدينا شعب واع واجهزه يقظه وايمان مطلق 
ولا تصور لوضع ملف النفط على سكة التنفيذ، ولا مصداقية في مواجهة الفساد الغذائي، ولا نتيجة ترتجى في استرداد الأملاك العامة، هذ فضلا عن انه لا حل للفساد و لأزمات الموازنة والكهرباء والنفط 

معطيات تنمو على تراكم المسببات الخارجية. وإذا كان الواقع يتحرك على إيقاع الأزمات المحيطه بنا السورية والعراقية والليبيه والمصريه ، فإن الرهان على حلّ قريب لهذه الأزمة كمدخل الى عودة الوفاق والاستقرار ضرب من الوهم. على الاقل للعام البعد بعد 

نعم بات وداع عام واستقبال آخر مناسبة لتوقع المزيد من التوتر والفوضى والأزمات. وأصبحت الأعوام ظرفاً زمنياً لمراكمة الأزمات كماً ونوعاً. فالقاعدة التي باتت تحكم مسار الحياة العامة لدى الاردنيين هي أن اليوم أسوأ من الأمس. وسيكون من حسن الحظ إن اقتصر الأمر غداً، على تشابهٍ مع اليوم.