سفارات الغرب و«التغابي»
أشعر أحيانا بأن السفراء ووزراء الخارجية الغربيين الذين يزورون عمان بين الحين والآخر يطرحون أسئلة غبية او "متغابية" عن المنطقة، ومزاج الشعب الأردني، وكأنهم يتعاملون ببلاهة مع حقائق المزاج العام، أو يهرفون بما لا يعرفون.
نتقدم بين الحين والآخر باللوم لسفراء الأردن بالخارج بسبب خمول وكسل معظمهم بعد اختيارهم بالوساطة وفي إطار حسابات لها علاقة بكل شيء باستثناء الكفاءة.
سفراء الغرب وتحديدا الذين يتسابقون للتعبير عن شغفهم بالمنسف الأردني او يشاركوننا بالدبكة يبدو أنهم ليسوا أكثر ذكاء من سفرائنا النائمين في عدة عواصم عربية وعالمية، وكأن الشعب الأردني يمكن الوصول إلى قلبه عبر طبق المنسف أو المشاركة في حفلات الدبكة مع أن المزاج الأردني واضح تماما.
أقول ذلك وأنا أستمع للرواية المتعلقة باستياء سفيرة واشنطن بعدما سمعت رئيس بلدية الزرقاء يرفض الاعتراف بالكيان الصهيوني، ويرفص حتى ترديد اسم إسرائيل.. تنسى السفيرة هنا أن رئيس البلدية منتخب، ولم يصبح موظفا رفيعا نكاية بأحد في أطراف عشيرة أخرى، فهو ابن محافظة عجلون وانتخبه اهالي الزرقاء، ويتعامل معهم ومع نفسه وواجبه بمنتهى التقدير والاحترام.
أقلب على ظهري من الضحك، وأنا أستمع الى عشرات الروايات حول "فهلوة" سفير إحدى الدول الكبرى وهو يحاول اللعب على المتناقضات متجاوزا آداب العمل الدبلوماسي، وأقلب على وجهي بالمقابل وأنا أطلع على تساؤلات بدائية وســــــقيمة وبائـــــسة يطـــــــرحها سفراء ووزراء غربيـــــــون في جلسات لا تملك من الأهمية إلا كلمة مغلقة.