كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
لاخلاف مبدئياً على الوطنوحب الوطن . ونحن شعب الوضوء خمس مرات في اليوم ، نحن أمّة نظافة الرداء والمكان والقلب واللسان ، فلماذا عشق الوطن يتطلب العمل ، والقضاء على كل ما يثقله ، ويمنع تقدمه ، واستئصال أي ظاهرة مرضية تمارس لكن هناك اختلافاً على طريقة عشق الوطن .. خصوصاً أن بعضهم لايتجاوز عشقه حالة الخطب ورفع اليافطات والاتهام والتشكيك والنقد الغير موضوعي او التهديد بمسيرة او اعتصام .
يمكنني القول إن ما قاله دولة الرئيس البخيت وطرحه من افكار واراء انعش الامال في نفوس المواطنين ، وزرعتهم بالتفاؤل بأن مشواراً جديداً من العمل والمتابعة والمحاسبة والمساءلة قد بدأ .
" تعودنا من قبل ، من قبل ... قيام المسؤول بجولات ميدانية على الدوائر والمؤسسات والمدن والقرىلانه راع وكل راع مسؤول عن رعيته ولان المرحلة الحالية تتطلب من كل مسؤول إن يخرج من مكتبه متفقدا متعرفا موجها سيما وان لامطر والشمس والخضار والكرم متواجده في كل بقعه وان الكاميرا متوفرة ،, الصحافة دوما جاهزة لتكتب عن هذه الجولات ، ويعرض التلفاز بعد اهتمام قسم المونتاج بصور وحركات وابتسامات السيد المسؤول للمواطنين ،و من حوله السادة المعنيون وهم يعرضون مداخلاتهم المملة ، وعندما تنتهي الزيارة ، تنتهي المداخلات ، والأسئلة الموجوعة.. ونعود إلى نقطة الصفر الموجعة ..هذه الحالة كانت تتكرر ، وتتكرر معها حالة الوجع ، واليأس
وأهمية هذه الجولات لأي مسؤول بما تنتجه هذه الجولات من قرارات وإجراءات تصب في خدمة الناس وفي تمكين سيادة القانون على الجميع ، وفي المحاسبة السريعة لمن على رأسه ريشه ، ولمن ليس على رأسه ريشه ، فالوطن وطننا ، والمواطن مواطننا ، والولاء للوطن وعشق الوطن ليس باليافطات ولا بالشعارات ولا التنظير ولا الوعود ولا التسويف ، إنما بالعمل ، والصدق في العلاقةمع الضمير ومع الناس . واليوم اناقش موضوع نظافة المدن يعنيني الاهتمام بموضوع النظافة ولا اقصد نظافة الضمير او اليد او الجيب فهذا له من يعتني به ويحاسب عليه لكني اعني نظافة المدن موضوع النظافة ،أثار اهتمامي ، حيث يرى غيري موضوع النظافة عادياً ،وأنا أراه استثنائياً ، نظراً للحالة التي تغرق فيها مدننا وقرانا وشواطئنا ومنتجعاتنا وشوارعنا .. مرة خرج الامام الذي نجل ونحترم امام مسجد الحمد في اربد رامي المومني من هدوئه ونادى من مئذنتة التي ، تتوسط المدينة : لانكون أمّة النظافة حقاً ؟! ياناس نحن شعب الوضوء خمس مرات في اليوم ، نحن أمّة نظافة الرداء والمكان والقلب واللسان ، فلماذا
نعم إن الشعوب التي نجحت في بناء ذاتها الحضارية والثقافية تعطي النظافة الاهتمام الأكبر ، النظافة لدى هذه الشعوب تحولت إلى ثقافة ، وسلوك ، يتعلّمهما الطفل من الأسرة وفي المدرسة والجامعة ، تتضافر جهود كل الجهات ليكون الوطن حديقة تعبق برائحة النظافة والعناية والدقة والترتيب .
هل سمعتم شكاوى االحارات والازقة ، ووجع السهول والوديان ، وأنين الشاطئ من تراكم الأوساخ ؟!.. " لماذا تتراكم النفايات و الأوساخ هنا وهناك في هذه المحافظة الجميلة او تلك المحافظة ، الواعدة بتطور سياحي ، صرخنا بأعلى أصواتنا مرات ومرات وكتبنا عن ضرورة الاهتمام بنظافة مدننا وقرانا وغاباتنا وشواطئنا وطرقاتنا ، وظلت الآذان صماء ! !
في قبرص الجارة كان عامل نظافة يكنس الشارع في أواخر الليل، وكان الشارع مقفراً إلا من بعض الساهرين مثلنا ، سألناه عن أسباب حماسه في العمل ، ولا أحد يراقبه ، أجاب:" أنا أعمل من أجل قبرص " ماذا لو كان هذا العامل في إحدى مدننا ؟!
يقال : عشرات العمال على جداول عمال النظافة في البلديات ومن غير عمل ، ومن غير حضور. بل تم تعيين المئات باسم عامل الوطن فانقلبوا بجرة قلم لكتاب واصحاب كراسي ومكاتب ولو عملوا بما جاوا من اجله لكانت مدننا نظيفة ، وجميلة ، ولما تصحرت حدائقنا .
.. و الناس في بلادنا يعشقون العمل الصحيح ، ومن يعمل من أجل الناس بصدق ، يعيش في وجدانهم وذاكرتهم ومشاعرهم طويلاَ ، طويلاً