الحكام العرب :الأوّلى بتقديم براءة ذممهم المالية

 

 

اخبار البلد- عبدالهادي الراجح - هل كنا بحاجة إلى ثورات قوية على غرار ثورتي تونس ومصر واليمن الآن لنعلم حجم أرصدة الحكام العرب على مختلف ألوانهم ومسمياتهم من ملوك وأمراء وشيوخ نفط ورؤساء جمهوريات مؤبدين بعضهم تجاوز الثلاثون عاما ولا يزال على رأس السلطة وبحكم الزمن الطويل يجري استغلال نفوذ وتولد شبكات مصالح ليس لها هدف إلا تمجيد القائد الأوحد باعتباره فلتة عصره ونهاية التاريخ الذي يبدأ وينتهي به وبأسرته أولئك الصغار القطاريز الذي أصبح بعضهم من أصحاب نوادي المليارات لمجرد ولائهم للحاكم الأوحد وليس للوطن .

 

وفي عالمنا العربي الذي غابت عنه رياح الديمقراطية وتطورها الطبيعي كما حدث في أوروبا وغيرها من العالم ،  فالديمقراطية هي هبة الحاكم بأمره يمنحها متى يشاء ويسحبها كما يشاء ، أليست هي منحة من الحاكم الذي قوله هو الدستور والقانون وهو الدولة والدولة هو والشعب مجرد رعايا وعبيد لا وزن لهم ومجرد أرقام تساق كالأغنام في مواسم يسمونها بالانتخابات ليحصل الحاكم وحزبه أو عصابته بشكل أدق على نسبة 99% حتى وجدت محطات وإعلام تافه وهابط ليس له عمل إلا تمجيد الحاكم الأوحد على طريقة ودع واستقبل وعاد وأنجز حتى لو كان ذلك الانجاز اجتماعه مع الحاكم المطلق في وطنه السفير ألأمريكي ليتلقى منه التعليمات للتنكيل بشعبه كلما ثار مطالبا بكرامته وإنسانيته ، وجاءت الثورتين التونسية والمصرية لتبين بعد طرد حكام تلك الدولتين المزمنين بالحكم أن ميزانية الدولة أكثر من نصفها كانت لهم ولأسرهم وأنسابهم ، انظروا لفضائح ليلى الطرابلسي وما أكثر شبيهاتها في بلاد العرب التي أثبتت أنها كانت من يحكم تونس وليس المدعو زين الشيالين الذي فهم متأخرا ما يحدث في وطنه وهو في الحقيقة لم يفهم شيئا ، أما الثورة المصرية فقد كشفت وفضحت حتى الهامش الذي كان يتيحه النظام المخلوع للتنفيس عن المواطنين التي كانت بوادر الثورة واضحة لكل متابع نتيجة فضائح العائلة اللا مباركة التي زكت الأنوف وكان ما نشرته جريدة العربي الناصري في أحد أعدادها بقلم الأستاذ ماجدي البسيوني في زاويته الشهيرة خرابيش حيث قال على لسان أحد الجنرالات من الأمن أن حسني اللا مبارك  يمتلك في أحد البنوك في جزر بريطانية ((ستمائة مليار دولار )) وذلك من خلال وثائق من البنك نفسه باللغتين الانجليزية ومترجمة للعربية وبعملية حسابية بسيطة لو وزع هذا المبلغ على كل فرد من أفراد الشعب المصري لكان نصيب كل فرد (( أربعون ألف دولار)) وأن العائلة اللا مباركة قد طالبت بتاريخ 13/02/2011 يوم الأحد بتحويل مبلغ ومقداره ( عشرون مليار دولار )) من بنك سويسري يديره صهاينة إلى السعودية والإمارات  الأولى أصبحت ملجأ لكل ديكتاتور مطارد من شعبه والأخرى سوقا مفتوحة للصهاينة وسماسرة رأس المال رغم عدم وجود سفارة صهيونية في الدولتين ولكنهم يمارسوا التطبيع الاقتصادي مع الصهاينة حتى قبل ما يسمى بعملية السلام المزعومة ، كما ذكرت إحدى محطات التلفزة المصرية أن المدعو علاء اللا مبارك يمتلك قصرا يقدر بكذا مليار ويوجد بين الأثاث قطعتين الأولى تقدر بسبعة ملايين دولار والثانية ثلاثة ملايين دولار ناهيك عن دلوع أمه المدعو جمال اللا مبارك وما أدارك ما جمال اللا مبارك ، فهل جاءت الثورة بعد ذلك من فراغ .

 

إننا على يقين أن الحكام العرب الآخرين ليسوا بعيدين عن زين الشيالين وحسني اللا مبارك ولهذا الشعوب التي تعاني في عالمنا العربي من البطالة والفقر والحرمان عليها المطالبة من أي حاكم يتولى السلطة أن يقدم براءة لذمته المالية في بداية ونهاية ولايته وأتمنى أن يبدأ ذلك من مصر التي لا شك أن أنفلونزا الثورة والتغير ستنطلق من أرضها الطيبة ونيلها العذب ليقتلع كل هؤلاء الأصنام المحنطة في عواصمنا العربية والعصابات التي تعمل لخدمتها .

 

وباختصار أن وطننا العربي الذي يموج بحركات الإصلاح والتغير بحاجة إلى إعادة تأميم كل مؤسساته وثرواته التي نهبها الحكام وزوجاتهم وأتباعهم واللصوص الذين يسمونهم رجال أعمال ، لقد هبت رياح الثورة والتغير ولا عودة للوراء إلا لأخذ الدروس والعبر وتلك هي طبيعة الحياة ولا عزاء للصامتين .

 

 

عبد الهادي الراجح

alrajeh66@yahoo.com