ما مضمون رسائل "طهران – دمشق " ومن المستهدف بها ؟




مازالت الزيارات الرسمية المتبادلة بين طهران ودمشق ,تظهر ثبات واضح لايقبل التشكيك بالموقف الايراني اتجاه ملفات وتداعيات الحرب المفروضة على الدولة السورية بكل أركانها ،والتي حاولت بعض الصحف الصفراء والاقلام المأجورة بالفترة الاخيرة أظهار صورتها بغير الصورة الحالية ,,

فمع أشتداد موجة الضغوطات الامريكية-الغربية -الاقليمية " سياسية وامنية واقتصادية " على الايرانيين والهدف هو دفعهم الى تقديم التنازلات بخصوص موقفهم من ملف سوريا وملفهم النووي،، وما صاحب كل هذا من موجة عقوبات اقتصادية على الايرانيين ،، فمع ظهور طبيعة جديدة لهذه الضغوطات الاقتصادية تمثلت "بحرب النفط -والانخفاض المتلاحق باسعار النفط" وفي ظل هذه المتغيرات المتلاحقة وموجة الضغوطات ,الامريكية -الفرنسية -السعودية -التركية -الاسرائيلية ,المتلاحقة على الدولة ألايرانية ,,جاءت الزيارات المتبادلة الرسمية والشعبية بين دمشق وطهران ,,لتدحض كل ألاقاويل والشائعات ألاعلامية التي تحدثت عن تغير بموقف ألايرانيين أتجاه دعمهم للدولة السورية التي تتعرض لحرب شرسة يقودها ويمولها أكثر من نصف ألانظمة الرسمية العالمية والكثير من المنظمات العالمية والدولية والجمعيات والكيانات العالمية العلنية والسرية.

 ومن هنا فقد لاحظ جميع المتابعين كيف أن دمشق وطهران كانتا بالفترة الاخيرة،، مسرحآ لمجموعة لقاءات ثنائية، ومنطلقآ لطرح مجموعة رؤى لبعض أزمات الاقليم العربي والمنطقة بشكل خاص،، فقد أستضافت دمشق مؤخرآ، وفدآ رسميآ أيرانيآ ,ممثلآ برئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني علي لاريجاني ونخبة من ساسة وبرلمانيين واقتصاديين أيرانيين ،والواضح هنا ان هذه الزيارة تحمل عدة رسائل ,,والهدف هو ايصالها واسماعها بوضوح الى جميع المشاركين من جهة والمستهدفين من جهة أخرى من هذه الحرب المفروضة على الدولة السورية .

 أولى هذه الرسائل وجهت الى الداخل السوري ومفادها أن أيران ما زالت بصف الدولة الوطنية السورية بكل أركانها ,,وستستمر بدعم الدولة السورية ,,أقتصاديآ وسياسيآ ,,وستكون دائمآ بصف الدولة العربية السورية والشعب السوري والجيش السوري ,,لتدحض هنا كل الشائعات التي ولدت من رحم بعض الاقلام المأجورة ووسائل الاعلام المتأمرة ,,والتي تقول ان أيران بدأت بمراجعة موقفها من دعم الدولة السورية أقتصاديآ ,,بعد زيادة حجم الضغوط الاقتصادية على الدولة الايرانية والمتمثلة "بحرب النفط – والتخفيض المتعمد والممنهج المتلاحق باسعاره ".

 الرسالة الثانية موجهة الى دول الاقليم المشاركة بالحرب ضد السورية ومفادها أن أيران ما زالت بخندق الدولة السورية وستدعم وبأستمرار شرعية القيادة السورية والتي ولدت من رحم صناديق الاقتراع يوم 3-حزيران لعام 2014,,وستستمر بهذا الدعم ألى حين تعافي الدولة السورية من أثار الحرب المفروضة عليها .

 الرسالة الثالثة وهي ألاهم وهي موجهة ألى حلف دولي" رديكالي " يسعى لاسقاط الدولة السورية بكل أركانها ومفاد هذه الرسالة يقول ,,أن أي حل بسورية سيتجاوز حق الشعب السوري بتقرير مصيره ,,هو حل غير مقبول ولا يمكن للدولة الايرانية ان تقبل به بصفتها حليف للدولة السورية ,,وهذا الكلام جاء واضحآ خلال لقاء لاريجاني للرئيس بشار الاسد بدمشق اليوم ,,وكرره اكثر من مرة خلال زيارته هذه الى دمشق فقال بهذا ألاتجاه " "اننا ندعم كدولة أيرانية اي حل يكون محوره الشعب السوري وعلى اساس ان يتخذ الشعب القرار بنفسه",,مما يعني أن الحلول المستوردة والمصنعة غربيآ بمطابخ حلف دولي "رديكالي " يسعى لاسقاط الدولة السورية بكل أركانها ,, لا يمكن لها ان تحظى بقبول الشعب السوري ولا بقبول حلفاء الشعب السوري لها أيضآ. الرسالة الرابعة وهي موجهة الى كل حلفاء دمشق – طهران بالمنطقة والاقليم بشكل خاص و بالعالم بشكل عام ,,ومفاد هذه الرسالة أن دمشق وطهران مازالتا تملكان من اوراق القوة الشيء الكثير ,,

وأن على حلفائهم بالعالم دعمهم ,,وعدم تقديم التنازلات للمحور ألاخر خشية على مستقبل ومصير نظامي دمشق - طهران,,فطهران ما زالت تملك من القوة ما يمكنها بالمرحلة المقبلة من الصمود امام موجة الضغوط الاقتصادية والامنية والسياسية ,,وبالمثل دمشق كذلك ,,فهناك اليوم تكامل أقتصادي وسياسي وامني بين البلدين ,,وهذا التكامل قادر "مرحليآ " على اسقاط أي مشروع يهدف الى أسقاط سورية وايران بأتون الفوضى ,ومن هذا الباب على المحور الداعم لمحور دمشق –طهران ,,ألاستمرار بتمتين علاقات هذا الحلف ,,وعدم تقديم أي تنازلات للحلف ألاخرالمعادي لحلف دمشق – طهران . الرسالة الخامسة ,وهي رسالة موجهة الى حركات وقوى المقاومة بالمنطقة والاقليم ككل ,,ومفادها ان طهران مازالت بصف كل قوى المقاومة بالمنطقة العربية ,,وما زالت تدعم كل مشاريع التحرر الهادفة للتحرر من فوضى المشروع الصهيو -امريكي,,وما زالت تقف وبقوة هي ودمشق بجانب حزب الله وقوى المقاومة ألاخرى بفلسطين المحتلة ,,وبذات الاطار ستعملان على تقديم كل الدعم الى بغداد لتعزيز مشروعها الوطني الهادف ألى تطهير الارض العراقية من ألارهاب المستورد خارجيآ وداخليآ ,,فدمشق وطهران تؤكدان دائمآ ان بغداد هي الرئة والمتنفس لطهران ودمشق ,,وكل هذا يأتي من باب ولادة حلف أقليمي بمعالم جديدة بدأت معالم أكتماله تظهر بشكل واضح بين دمشق –بغداد – طهران ,,والهدف هو تعزيز أمن منظومة هذه العواصم ,,وتمتين الروابط الاقتصادية والسياسية فيما بينها .

 فعموم هذه الرسائل وترابط ثنائية الهدف والمنظور للابعاد المستقبلية للمشروع التكاملي الايراني والسوري تظهر بشكل واضح مدى التقارب بالمواقف السياسية والامنية والاقتصادية،، بين النظام الرسمي الأيراني،، والنظام العربي السوري،، وذلك برز جليآ أيضآ من خلال زيارة الوفد الرسمي السوري الاخيرة الى طهران،، فزيارة المعلم ألاخيرة الى طهران اكدت تقارب الاراء وثبات الموقف الايراني بخصوص ألازمة السورية،وضحدتأيضآ جميع الشائعات التي كانت تطلقها بعض الصحف الصفراء،، ووسائل الاعلام المتأمرة،، بخصوص تغير بالموقف الرسمي الايراني أتجاة الحرب المفروضة على الدولة السورية.

 وبالنهاية ,,فأن رسم معالم واضحة لطريق شاق تخطوه خطوة بخطوة ,,دمشق وطهران يحتاج ألى مزيد من تمتين الروابط بين البلدين ,,وهذا ماجاء واضحآ بالفترة ألاخيرة تحديدآ ,,فهذه اللقاءات المشتركة والمتبادلة بين دمشق وطهران ,,تؤكد تصميم نظامي دمشق وطهران على تجاوز هذه ألازمة بكل تجلياتها المؤلمة ,,والسعي ألى بناء مشروع تجديد أممي محوري بالشراكة مع حلفائهم ألامميين,,يهدف ألى اكمال بناء مشروع تحرر هدفه ألاساس تأمين ولادة ميسرة لمشروع اممي يهدف الى أسقاط يافطة القطب الاوحد الامريكي ,, وما سيتبع ذلك من انهيار وسقوط مدوي لكل أدوات المشروع الامريكي بالمنطقة العربية والاقليم وعلى رأس هؤلاء الكيان الصهيوني المسخ . *كاتب وناشط سياسي –الاردن. hesham.awamleh@yahoo.com