لا عزاء للأمريكان
لا عزاء للعرب
ولا عزاء للأمريكان
اعلنت امريكا على لسان وزير خارجيِّتها انها ستستعمل حقّ النقضْ (الفيتو) على المشروع العربي المقدّم لمجلس الأمن لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي بناء على رغبة اسرائيل ولم تأخذ امريكا شانا لجميع اصدقاء الإدارة الأمريكيّة من الزعماء العرب ولم تلتفت لإرادة ثلاثمائة وخمسون مليون عربي وركعت لرغبة الطغمة الفاشيّة الحاكمة في اسرائيل والمتحكّمة في إرادة شعبها .
إدارة تصرخ ليل نهار انها تريد تطبيق حل الدولتين لإنهاء النزاع ولكنّها تحيد عن الحق وتميل للباطل وتعيق عمل المنظّمة الدولية وترفض تحديد مواعيد لإنهاء آخر احتلال عسكري في العالم وتقبل ان تغمس رأسها في وحل الصهاينة وتكشف عورتها امام العالم اجمع في مهزلة يندى لها جبين العالم لدولة تعتبر نفسها زعيمة العالم يا للخزي !!!!
كيري يبكي على اقدام نتنياهو في روما مؤكّدا له ان امريكا خرطوشة في جيب الصهيونيّة تستعملها كما تريد حكومة اسرائيل وفي اليوم التالي يجتمع مع صائب عريقات ويؤنّبه على الإرهاب الفلسطيني وتسرّعه في الموقف الأحادي بتقديم المشروع العربي لمجلس الأمن ويعتبر ان الطاولة ستنقلب على رأس الفلسطينيّين وان جاجة حفرت على راسها عفرت وعلى القيادة الفلسطينيّة والفلسطينيّين ان يتحمّلوا النتائج . امريكا تعتبر ان لا عزاء للفلسطينيّين جرّاء قراراتهم وافعالهم المتسرِّعة وانّه لا عزاء للعرب لأنهم ساعدوا الفلسطينيّون في تقديم القرار لمجلس الأمن ولم تعرب الحكومات العربيّة صراحة عن رفضها للتسرّع الفلسطيني حسب زعمهم .
بينما الواقع ان الإسرائيليّين لطّخوا وجه الأمريكان بالوحل وجعلوه اسودا كالرئيس الأمريكي بالرغم من ان امريكا وإسرائيل استطاعت ان تخلق خلافا بين الدول العربيّة قبل تقديمه لمجلس الأمن بحجّة إعطاء فرصة للمشروع الفرنسي بحيث تشتّت مواقف العرب حول ضرورة تقديم المشروع او التروّي في ذلك وعلى اي حال اصبح للأوروبيّين تدخل مباشر الى جانب الأمريكان في الصراع العربي الفلسطيني وهذه ايجابيّة بالرغم من صغرها ونستطيع ان نقول لا عزاء للأمريكان .
وتعتبر هذه اللحظات مفصل مهم في العلاقة العربية الأمريكيّة يجب ان تؤخذ بالإعتبار في منحى نمو تلك العلاقات ويعتبر موقفها من هذا القرار موقفا معاديا لكل الشعوب العربيّة ويجب على الحكّام العرب اخذ ذلك بعين الإعتبار محاكاة لموقف الشعوب العربيّة والحق العربي .
لاشك ان هناك من يقول ان سمعة امريكا في عيون العرب والدول المغلوب على امرها كانت في الحضيض إبّان فترة رئاسة بوش الإبن نظرا لما فعله ضدّ رغبة شعوبها الى ان ضُرب بالأحذية في العراق وهلّل الكثيرين لمجيئ أوباما قبل عدّة سنوات لما كان يملكه من حلاوة لسان وما كان يعد به من بيض أفعال إلاّ ان كلّ ذلك تبخّر قبل ان تنقضي نصف فترته الرئاسيّة الأولى لما تكشّف عنه من سود الأفعال والقرارات بحق تلك الشعوب .
كما ان زعماء القارّة العجوز لم يبدوا المواقف الحازمة بعد ان خفّت حدّة التكاتف الحميم بين بريطانيا وامريكا والتي تمثّلت في العلاقة بين بوش وبلير واللتي شبّهت بالعلاقة بين السيِّد والخادم وقد تحرّرت الإرادة الأوروبيّة من السطوة الأمريكيّة بغياب الأثنين بوش وبلير عن المسرح الدولي وبالرغم من استلام بلير للجنة شبه واهية لحل مشكلة قد تكون هي الأعقد في تاريخ النزاعات الدوليّة ولكن لم تتغيّر المواقف الأوروبيّة كثيرا رغم ان ما اتخذته بعض المجالس التشريعيّة في بعض الدول الأوروبيّة من توجيه نصيحة لحكومات دولها بالإعتراف بدولة فلسطينيّة يعتبر موقفا متقدِّما نوعا ما ولكن يجب تأطير الموقف الأوروبّي لمساندة الموقف العربي ودعم المشروع المقدّم لمجلس الأمن في حال التفاف جميع الدول العربيّة حوله عندها بامكاننا ان نقول لا عزاء للأمريكان .
احمد محمود سعيد
19 /12/2014