الاعتراف الاوروبي بفلسطين هل هو قناعة ام مجرد قناع ؟!!!!!!

الاعتراف الاوروبي بفلسطين هل هو قناعة ام مجرد قناع ؟!!!!!! ان مانشهده هذه الايام من التسابق بدول اروبا متمثلا بالاعتراف بدولة فلسطين لهو مطلب مبدأي كنا كعرب وفلسطينيين ننتظره منذ فترة طويلة , فاليوم اعلن الاتحاد الاروبي بان اقامة دولة فلسطينية اصبح امر هام اعتمادا على مبدأ حل الدولتين , ولكننا نتسائل عن الاسباب الحقيقية التي ادت للتغير الجذري بمواقف الدول الاروبية التي كانت منذ فترة طويلة ترفض الانصياع لاي رغبة عربية بتحديد موقفها من طبيعة الصراع العربي الاسرائيلي , ويزداد تساؤل الكثيريم منا كعرب لمغزى تلك الاعترافات المتتالية من دول كانت بيوم من الايام تعتبر الركيزة الدائمة لسياسة الدولة الصهيونية بالاحتلال والبطش والتدمير المتواصل, فاليوم تتجه السلطة الفلسطينية للامم المتحدة لطرح قرار هام يتمثل بضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 على اعتبار ان تلك الاراضي تمثل سبب الصراع الذي مازال قائما ليومنا هذا, فما هي حقيقة التوجه الاوروبي الجديد متزامنا مع الطروحات الفلسطينية الحالية ؟!! للاجابة على التساؤلات السابقة علينا تتبع الاسباب التاية :

 اولا: ان الدول الاوروبية التي اعلنت اعترافها بدولة فلسطين تحاول اثبات حسن النوايا للشعوب العربية التي اصبحت ايدولوجياتها تتغير لحد ماء كانعكاس هام لما تعانيه ممارسات اسرائيل التعسفية المتواصلة في الاراضي الفلسطينية المحتلة , فالانفتاح العربي باواخر القرن الماضي وحتى الان على المؤسسات الاعلامية الاروبية بدأ يجني اكله على مستوى نظرة الغرب لطبيعة العلاقات القائمة مع الدول والمنظمات الاسلامية والعربية .

ثانيا: ان الدول الاوروبية لاتنظر لهذا الاعتراف من حيث الاهمية كما يعتقده العرب وذلك لاعتقادها بأن عمليات الاعتراف المتواصلة ستعمل على التقليل من حدة السخط العام لدى الشباب العربي الاسلامي الذي اصبح اليوم يتعاطى مع الاوروبيين كشركاء بمأساة الشعب الفلسطيني التي مازالت قائمة.

ثالثا: ان التنسيق الامريكي الاروبي كان بمثابة الضوء الاخضر لسياسات اوروبا الجديدة والمتمثل بالاعتراف بدولة فلسطين حيث سيجر هذا الاعتراف المفاوض الفلسطيني قسرا لعمليات تفاوض جديدة تبدأ بمفاهيم مختلفة عما كانت بالماضي اساسها اعادة صياغة تفاصيل العملية السلمية من حيث نظرة اوروبا للوضع القائم والذي كان مغيبا منذ فترة طويلة وكان اساسه التدخل الامريكي فقط من حيث التوجيهات واساليب التفاوض.

رابعا: ان الخطاب العربي الاسلامي المتواصل عن اسباب ومبررات الارهاب بمنطقة الشرق الاوسط والذي بدأ ينتقل لاتباعه بين الشعوب الاوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وغيرها من الدول والذي يعزى للاحتلال الاسرائيلي الذي تدعمه اوروبا وامريكا كسبب للتطرف وظهور الجماعات الاسلامية التي اخافت دولا كثيره باروبا والعالم اصبح ينظر اليه كمبرر ذو اهمية كبيره لانضمام كثيرا من الشباب بتلك الدول وبالتالي فان الاعترافات الجديدة حسب تلك الدول ستجسد حالة اظهار تلك الدول على انها مع قضايا الشعوب المظلومة كالشعب الفلسطيني ,

خامسا: مجالس النواب والبرلمانات الاروبية ذات طابع وطني وقومي تتطلع للقضايا حسب مصالح الشعوب لديها وبالتالي فمغزى تلك الاعترافات يقلل من حالة الاحتقان العام لدى الشعوب الاسلامية ويصور اوروبا على انها بمركز الحياد بعيدا عن الاتهامات المتواصلة بمساندة اوروبا لالة العنف والتطرف الصهيوني .

سادسا: ان ماتحاوله الدول الاوروبية بالاعتراف من خلاله بوجود دولة فلسطين ضمن اروقتها الخاصة بعيدا عن جر المسالة للمنظمات الدولية مثل مجلس الامن الدولي لهو دليل صريح وواضح على مدى التنسيق الامريكي الصهيوني الاروبي الذي لايفضي بنتائج ايجابية نحو حق الفلسطينيين باقامة دولتهم بل يشكل نقطة انعطاف جديدة ظاهرها مرغوب وباطنها يعطي الحق للكيان الاسرائيلي بالمماطلة وتكريس الاحتلال لمدى طويلا جدا ... واخيرا نتسائل نحن العرب السؤال المهم التالي : لو كانت نوايا اوروبا سليمة لحد ماء فلماذا لاتحول قضية الشعب الفلسطيني المهدوره حقوقه منذ عقود طويلة لاروقة مجلس الامن الدولي ؟!! ولماذا تبقى تتعاطى مع قضايانا المصيرية بطرق غير ملزمة ورسمية ؟؟؟!!!!!!!! ...... والسلام nshnaikat@yahoo.com