ضيوف على الشعب
رئيس الحكومة في لواء المزار الشمالي رسميا ومستندا الى ان سياسة حكومته تلمس الاحتياجات على ارض الواقع، وقد استمع من المواطنين فيه الى مطالبهم وأوعز بما تيسر من وعود لتلبيتها. وعليه فإن العدالة تقتضي ان يلحق الرئيس زيارة لواء المزار بزيارات الى باقي الالوية في المحافظات كافة والاستماع الى المواطنين فيها من ارض الواقع ليقدم وعوده فيها ايضا عساها تتحقق يوما.
يمكن للرئيس ان يوعز لاعضاء مكتبه جمع الزيارات التي قام بها رؤساء سبقوه الى مختلف مناطق المملكة وطبيعة مطالب الناس فيها منهم وما تحقق منها وما بقي حبرا على ورق، وان يقف بالتالي على جدوى الزيارات وما تحققه على ارض الواقع، وان كان سيختلف عن الذين سبقوه او ان حال كل الحكومات نفسه لجهة تلبية رغبات نواب بزيارة الحكومة لمناطقهم لحصد شعبية انتخابية كهدف اساسي بل وحيد، ويكون الرئيس فيها ضيفا عزيزا وحسب.
ولأن الرئيس اكثر من يدرك ان العاصمة نفسها تعاني من نواقص شتى في مجمل الخدمات، ومنها ما تحول الى ازمات وهو نفس حال المدن الكبيرة ومراكز المحافظات، فيمكنه بالتالي تخيل حجم احتياجات باقي المناطق واي معاناة فيها، ولعله اكثر من يعي النواقص الاساسية فيها وكيف ان اغلبها ليس فيها الحد الادنى من المتطلبات الصحية والتعليمية والنقل، ومثلها حجم البطالة وتفاقم الفقر وان هي في اطار أي برنامج تنموي على اي صعيد. كما ان ابناء المناطق اكثر من يعرفون قراهم وبلداتهم، والذين غادروها وغابوا عنها سنوات طويلة ثم عادوا إليها وكل شيء فيها كما هو وان لا جديد يذكر سوى الوفيات والمواليد الجدد.
ترى ما هو عدد المشاريع الحكومية التنموية التي يجري تنفيذها الان في المحافظات او ان هناك مشاريع اصلا مؤهلة لتنمية حقيقية، وهل يمكن ملاحظة اي امر سوى التوسع في مشاريع الاسكانات والمولات لتلبية احتياجات ضيوف المملكة في المدن الذين زاد عددهم الى اكثر من الضعف خلال بضعة سنوات فقط، ولو ان هناك من يخطط للمستقبل لحول هذه الزيادة الى عوامل تنمية وليس تركها ضاغطة على الاستهلاك ومجمل البنى التحتية.