في قضية خريستفروس
ركب بطريرك القُدس وسائر أعمال فلسطين والأردن ثيوفيلوس الثالث رأسه، وفي اليوم التالي لحفل مهيب، أقيم في النادي الارثوذكسي العمّاني، ناصر فيه مئات الأشخاص الارشمندريت العربي حنا عطالله (خريستفوروس)، وقرّر عزله، وطرده من (أمّ الكنائس).
وفي عبارات قاسية، قال القرار: (لم يعد له أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد ببطريركية الروم الارثوذكس، ولا بأيّ من المؤسسات التابعة أو أديرتها أو مزاراتها وغيرها) وهذا يعني أنّه ممنوع من وجوده في دير دبين، الذي أسسه وطوّره وجعله محجّاً، ويعني أيضاً أنّه سيخرج من هناك بالقوة إذا رفض تنفيذ القرار.
هذا القرار لا يستفزّ خريستفروس، فحسب، بل عشرات الآلاف من مناصريه العرب، مسيحيين ومسلمين، فقضيته باتت قضية رأي عام، وحملت عنوان الثورة ضدّ طغيان اليونانيين على الكنيسة العربية، وفي التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي بدأ يظهر مصطلح «المستعمر اليوناني»، فور الإعلان عن القرار.
البطريرك اليوناني لا يعرف، على ما يبدو، معاناة المسيحيين في منطقتنا، ولا يتابع أنّ مئات الآلاف منهم يهاجرون إلى الغرب، وأقلّ ما يمكن أن يُعمل لتثبيتهم على أرضهم هو مشاركتهم في قرارات كنائسهم، وشعورهم بأنّ هناك قيادات دينية تمثّلهم، والمحترم خريستفروس اكتسب تلك المكانة القيادية من عمله المُقدّر، ومن أجمل التعليقات التي ظهرت، تقول: إنّ الله معنا ضدّ هذا المتدخّل الغريب.