«الأمن العام» في الاتجاه الصحيح من جديد

بعد سلسلة التنقلات التي أجراها مدير الأمن العام الفريق أول الركن توفيق الطوالبة، بدأت بعض إدارات الأمن العام في إحداث فارق كبير، وبدأنا نشهد تغيرا ملحوظا في إدارة ملفات ساخنة شكلت طيلة الفترة الماضية قلقلا لدى قطاع عريض من المواطنين ومن بينها سرقة السيارات وأعمال البلطجة والخاوة، وانتشار بيوت الدعارة في/ وحول العمارات السكنية التي تسكنها عائلات عادية تريد أن تربي أبناءها على الفضيلة.

وقد تلقى عدد من المواطنين اتصالات هاتفية من أقسام البحث الجنائي في بعض المراكز الأمنية لمراجعة القسم لغايات تتعلق بسرقة سياراتهم، ومن بينهم المواطن الغلبان على أمره كاتب هذا التقرير، الذي أبلغه مركز أمني تلاع العلي بضرورة الحضور إلى المركز لتقديم شكوى في المحكمة بحق سارقي سيارتي نوع نيسان صني، بعد أن تم إلقاء القبض عليهم، كما أسعدنا كثيرا خبر القبض على شبكات أو شقق دعارة في منطقة الجامعة وتحديدا البوابة الشمالية للجامعة، وكذلك القبض على عدد من الزعران والمطلوبين الذين انتهكوا القانون وعرضوا حياة وممتلكات المواطنين للخطر.

الصورة الجديدة التي نريد استعادتها للأمن العام، بشكل عام ولبعض الإدارات بشكل خاص ومن بينها البحث الجنائي، هي صورة رجل الأمن الذي يقوم على أمن واستقرار المواطن، أو وفقا للعبارة الدارجة «العين الساهرة»، رجل الأمن المتسلح بالعلم والشهادات الجامعية والدورات العسكرية والقيادية والمتخصصة في كيفية التعامل مع المواطن ومع الحياة المدنية، وكيفية احترام حقوق وكرامة الإنسان، وتطبيق القانون على الجميع بالتساوي وبعدالة ودون تحيز أو أفكار وأحكام مسبقة.

ونحن حين نطالب بذلك نعرف أن رجل الأمن في النهاية إنسان له نقاط ضعفه ونقاط قوته، وهو ليس معصوما عن الخطأ، ونعرف أيضا أن من يقبل بالعمل في جهاز حساس يتعامل مع المواطن مباشرة، يعرف أن قراراته وتصرفاته يجب أن تكون مدروسة بعناية أثناء أداء واجبه، فالخطأ هنا قد تترتب عليه حياة مواطن أو مصدر رزقه أو تشويه سمعته عرضه.

ونثق كثيرا برجال الأمن العام في مختلف مواقعهم، ونعرف أن الأخطاء والتجاوزات التي يرتكبها البعض هنا أو هناك لا تمثل هذا الجهاز الوطني الذي يقوم على تحقيق معادلة الأمن والحفاظ على كرامة وحقوق المواطن، وهي في النهاية أخطاء وتجاوزات يمكن أن ترتكب في أي وظيفة أو في أي مؤسسة، لكنها هنا أكثر خطورة لأنها تصدر عن شخص عسكري ترتبط حياة المواطن به بشكل مباشر.

نسعد بأي إنجاز وطني لأي جهاز في أجهزة الدولة، ونتمنى أن نسمع أخبارا طيبة عن اجتثاث عصابات سرقة السيارات وشبكات الدعارة ومروجي المخدرات والبلطجية والزعران من جذورهم ومن «شروشهم» أيضا إذا أمكن.