نوبة سُعار إسرائيلية !


كان الشهيد زياد ابوعين أسيرا قبل ان يكون وزيرا، وكانت حياته جملة واحدة، مبتدأها الأسر والاختطاف وخبرها الاستشهاد، لهذا سقى آخر زيتونة زرعها بدمه، والقرارات التي وعدت بها السلطة الوطنية الفلسطينية التي استُبيحت في عقر دارها هذه المرة بدءا من وضع حدّ للتنسيق الأمني، حتى مقاضاة اسرائيل دوليا لاقترافها جرائم ضد الانسانية، كان يمكن لأي شهيد آخر من بين عشرات الآلآف الذين حوّلهم الاعلام من اسماء الى ارقام ان يكون سببا كافيا لاتخاذ مثل هذه القرارات خصوصا بعد ان أصدرت اسرائيل قرارا باعدام اوسلو بضع مرات؛ ما دفع احد القادة الفلسطينيين الى القول على احدى الشاشات: إن اسرائيل تستطيع ان تقتحم الاستوديو الذي يتحدث منه وتلقي القبض عليه .

لقد أُتيح لزياد ابوعين ان يشهد على الملأ قبيل دقيقة من لفظ انفاسه فهو كان على موعد مع نهاية تراجيدية تليق بأمثاله، وليس بمن أكلوا لحم اخوتهم احياء وموتى !

ان اسرائيل تمارس انتحارا سياسيا بعد ان اصيبت بنوبة من السُّعار وهي ترى ان دول العالم خصوصا في اوروبا التي طالما ابتزتها بالهولوكوست وظنّت انها احتلتها تعترف تباعا بالدولة الفلسطينية، ولأول مرة تعلن عبر احدى اذاعاتها العبرية ان وزير الخارجية الاميركي سينقل لها رسالة من اوباما يقول فيها: ان اميركا لن تستخدم الفيتو هذه المرة ضد التصويت في مجلس الأمن على قبول فلسطين عضوا فاعلا في الأمم المتحدة، وذلك حفاظا على تحالفها مع الدول العربية في الحرب ضد داعش وذلك بعد اكثر من اربعين «فيتو» أشهرتها اميركا دفاعا عن اسرائيل خلال اداراتها المتعاقبة .

نوبة السُّعار هذه قد تتصاعد لكن من اصابهم العمى ويئسوا من غسل صورتهم امام العالم انما يلدغون أنفسهم بما تبقى لهم من سمُ، وتلك نهاية توقعها مثقفون وناشطون من مختلف القارات لآخر احتلال في التاريخ، انه صراع الخرافة مع التاريخ وتسخير التكنولوجيا للدفاع عن الايديولوجيا، حتى لو كانت مضادة للمستقبل ولليهود أنفسهم، فثمة يهود شبّوا عن الطوق الصهيوني وبلغوا رشدهم الانساني مثل: ايلان بابيه وشاحاك وبورغ وغيرهم حذروا يهود العالم من اسرائيل التي بدأت تتحول الى كمين يتربّص بأحفادهم .

ما من حاسوب عربي ذكي او غبي يقول لنا كم هو رقم زياد ابوعين في سلالة الشهداء، لكنه ليس الأول ولن يكون الأخير، أما الزيتون الذي غرسه فسوف يَعصُر عناقيدَه احفادُه !