(سامر خير) في منتدى شومان: نشاطات الأمانة ارتفعت من 139 إلى 675
اخبار البلد- - قال المدير التنفيذي للشؤون الثقافية في أمانة عمّان الكبرى، سامر خير أحمد، في محاضرة ألقاها بمنتدى عبد الحميد شومان الثقافي يوم الاثنين الماضي، حول «الواقع الثقافي في عمّان»، إن الأمانة اتجهت في السنتين الأخيرتين للتركيز على مهمة التنمية الثقافية لمجتمع المدينة، والاهتمام بالبعد السلوكي عبر تبني منظومة قيمية مدنية واضحة.
وأوضح خير في المحاضرة التي أدارها الناقد الدكتور محمد عبيدالله، وحضرها نخبة من الجمهور والمهتمين، ضمن برنامج المحاضرات الأسبوعية التي يقيمها منتدى شومان، أن أمانة عمّان أعطت أهمية أكبر للنشاطات الثقافية التفاعلية مع مجتمع المدينة، التي تنفذ في المراكز والفضاءات والحدائق الثقافية، حيث ارتفع عدد هذه النشاطات من 139 نشاطاً في العام 2008 إلى نحو 675 نشاطاً في العام 2010، مقابل خفض البرامج الثقافية النخبوية إلى نحو النصف، عبر التركيز على جودة ما يقدم فيها، لا على كميته.
وعرض خير خلال المحاضرة نتائج دراسة ميدانية نفّذتها مديرية الثقافة في الأمانة في أواخر العام الماضي 2010، حول «الواقع الثقافي في مجتمع مدينة عمّان» درست البعدين المعرفي والسلوكي في مجتمع المدينة، بهدف توفير أرقام أساسية حول الواقع الثقافي، ليُصار خلال السنوات القادمة إلى الحصول على نتائج جديدة من خلال إعادة تنفيذ الدراسة، ثم مقارنة النتائج للتعرف على مدى التقدم أو التراجع في الواقع الثقافي للمجتمع.
وقال خير إن الدراسة شملت 14 منطقة من مناطق أمانة عمّان، الـ27، هي: صويلح، أبو نصير، العبدلي، المدينة، اليرموك، خريبة السوق، أحد، ماركا، النصر، وادي السير، بدر الجديدة، مرج الحمام، سحاب، واستندت إلى استبانة من ثلاثة أجزاء، تسأل عن البيانات الشخصية، والجوانب المعرفية مثل مدى متابعة النشاط الثقافي، والجهد الذي يبذله الفرد لاكتساب المعرفة، ثم عن جوانب السلوك في مجتمع المدينة، في مسائل مثل احترام القانون، والاعتماد على الحرية الفردية في السلوك، وواقع النظرة إلى المرأة.
ومن بين نتائج الدراسة في بعدها المعرفي، أن 53.6% من الناس يعتبرون القنوات التلفزيونية مصدرهم الموثوق للحصول على المعلومات، وأن 24.7% منهم يهتمون بحضور الندوات الثقافية، وأن 12% يحرصون على ممارسة عادة القراءة، وأن 44.8% من الناس يهتمون بالموضوعات السياسية في البرامج التي يشاهدنها والكتب التي يطالعونها، مقابل 19.5% للموضوعات الدينية، و24.5% للموضوعات الترفيهية.
أما في الجانب السلوكي، فقال 57.8% من المستجيبين إن رؤيتهم للمستقبل تعتمد على النصوص الدينية، مقابل 38.8% للتفكير المنطقي، فيما قال 63.3% منهم أنهم يحبذون الحصول على فرصهم بالحياة من خلال المنافسة والكفاءة، مقابل 13% للواسطة. وعن القواعد التي يعتمدها الشخص لتنظيم سلوكه في المجتمع، فقد قال 47.9% من المستجيبين إنها تتمثل في العادات والتقاليد، مقابل 36.2% قالوا إنها الرغبة بثواب الآخرة، و14.6% يختارون أن يحددوا قواعدهم الأخلاقية بأنفسهم و1.3% قالوا إنها الخوف من عقاب القانون أو المجتمع. وعن واقع المرأة في المجتمع، قال 53.9% إنهم يؤيدون عمل المرأة، وقال 21.9% إنهم يرفضونه، فيما يؤيده 24.3% من الناس إذا عملت المرأة من داخل بيتها وفي مهن محددة مثل الخياطة. ويرفض 52.1% من أفراد المجتمع المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، فيما يؤيده 47.4% منهم.
وخلصت الدراسة، بحسب خير، إلى وجود ارتباط طردي بين عدم حضور المحاضرات والندوات، وتفضيل الواسطة كطريقة للحصول على الفرص في الحياة، كذلك إلى وجود ارتباط طردي بين الإقبال على الكتب والبرامج الترفيهية، والاعتماد على الأبراج كوسيلة لاستشراف المستقبل، وكذلك إلى وجود ارتباط بين الإقبال على قراءة الكتب الدينية والكتب العلمية واللغات والشعر من جهة، وتحديد الفرد لقيمه السلوكية على أساس الرغبة في ثواب الآخرة.
ولاحظت الدراسة انخفاض التأييد لمساواة الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات كلما زادت الفئة العمرية، وأن غالبية أفراد المجتمع يؤيدون عمل المرأة، بغض النظر عن النوع الاجتماعي، لكن نسبة التأييد ترتفع بين النساء.
وشارك عدد من الحضور في مناقشة نتائج الدراسة، فقال الدكتور زيد حمزة، وزير الصحة الأسبق، إنه متفائل ببعض النتائج، وغير سعيد حيال النتائج المتعلقة بعمل المرأة والنظرة إلى مكانتها في المجتمع، داعياً إلى السعي لتطوير هذا الواقع، ودعا الكاتب الصحفي نزيه القسوس إلى تطوير آليات اقتناء الكتب لدى وزارة التربية والتعليم لنشر عادة القراءة بين الطلبة، فيما تساءل الناشط في حقوق الإنسان، الدكتور سليمان صويص، عن الاستفادة من نتائج الدراسة وكيفية توظيفها، حيث أوضح المحاضر أن الأمانة ستعيد تنفيذ الدراسة في نهاية كل سنة لقياس التغيّر في الواقع الثقافي للمجتمع، فضلاً عن توظيفها النتائج في تحديد مضامين البرامج والنشاطات الثقافية التي تقدمها.
وتحدث المدير العام لمؤسسة عبدالحميد شومان، ثابت الطاهر، في نهاية المحاضرة، داعياً إلى التشارك بين الجهات العاملة في الثقافة لتقديم عمل ثقافي متميز، والتنسيق فيما بينها لتحديد مواعيد النشاطات ضماناً لعدم إقامة أكثر من نشاط في الموعد نفسه.