جهد ملكي جدير بالاحترام
أخبار البلد -العين محمد درويش الشهوان
لا يملك كل منصف إلا أن يقف باحترام جم أمام النهج الاستراتيجي الحكيم الذي يختطه الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، من مجمل التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة والاقليم، فالشواهد الحية جميعها تؤكد أنّ جلالته يجسد وبمنتهى الحكمة والاتزان وسعة الادراك، منهجية القيادة الفاعلة والمؤثرة في مجريات الأحداث في وقت أقل ما يمكن أن يوصف به هو أنه وقت عصيب بكل ما في اللفظ من معنى!.
وكالعادة، فقد نجحت الزيارة الملكية الحالية لواشنطن في كل الاتجاهات، فهي من ناحية أحرزت للأردن المزيد من الدعم المالي الأميركي للمملكة، مثلما أفرزت من ناحية ثانية تفهماً لدى الدولة الأكبر على هذا الكوكب لوجهة النظر الأردنية إزاء مختلف أزمات المنطقة وبالذات القضية الفلسطينية وحتمية التوصل إلى حل عادل لها، باعتبارها جوهر الصراع الدائر في المنطقة والإقليم.
لم يعد سراً أبداً أن الفهم الأردني الواضح لأحداث الإقليم كله هو الفهم السديد الذي عبر عنه جلالته منذ الأيام الأولى لتفجر أحداث ما يسمى بالربيع العربي، وعلى نحو يغلب منطق الحكمة والحلول السياسية الراشدة بعيداً عن مقاربة المزيد من الحروب والعنف ومنطق القوة الذي لم يورث الشعوب سوى القهر والدمار والتشرد، وفي الوقت ذاته مقاربة الحزم في مواجهة التطرف أياً كان مصدره ومبرراته.
نأمل في ختام الزيارة الملكية الناجحة لعاصمة القرار الأقوى وقبلها زيارات جلالته لعواصم القرار المؤثر كذلك، أن نلمس اجراءات وقرارات إقليمية حازمة وحاسمة تسعى لمعالجة مسلسل العنف والتدهور المستمر في واقع اقليم الشرق الاوسط والمنطقة العربية على وجه الخصوص، بما يستحق من معالجة حكيمة غايتها إحقاق الحق وإشاعة العدل وتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من ويلات الحروب وافرازاتها المضنية.
نحيي جلالة الملك، ونبارك جهوده المؤثرة المخلصة والفاعلة للارتقاء بالأردن ودعم قضايا الأمة كافة، وندعو شعبنا الأردني الواحد إلى مزيد من التفهم والالتفاف حول هذا النهج الحكيم الصادق الذي يقوده جلالته في وطن عزيز ما سعى يوماً إلا سعي الصادقين في خدمة الانسانية بكل تجلياتها، ونؤكد وقوفنا الأصيل الذي لم ولن يتبدل دعماً ومساندة لهذا النهج الصادق والمعبر والمؤثر، ونبتهل إليه تعالى جلت قدرته أن يصون بلدنا من كل شر وأن يوفقنا جميعاً لإدامة دوره ومكانته وحضوره الزاهي بين سائر الأوطان والأقران، إنه سميع قريب مجيب.