عمان خالية من السلاح

 
ينتشر السلاح بين أيدي المواطنين انتشار النار في الهشيم، وكم من مشاجرة عادية تحولت الى استخدام مسدس او بوبمكشن أو حتى طيب الذكر الكلاشينوف، هذا عداك عن الاستخدام " المثل" للسلاح في الاعراس وحفلات النجاح بالتوجيهي او التخرج من الجامعة. منذ تعلمت الحرف وبدأت بمطالعة الصحف قبل زها اربيعني عاماً، ونحن نسمع عن تحذيرات استخدام السلاح في الافراح، وكم من وثيقة عشائرية أو حزبية او من مؤسسات المجتمع المدني، دعت الى نبذ هذه العادة السيئة، دون طائل.. وكأن بيننا من يعتقد ان استخدام السلاح رجولة، ومن غيره لا يمكن أن تتم. وطيلة هذه الاعوام كان ثمة تشدد أحيانا في التعامل مع استخدام السلاح في الافراح وضبط الاسلحة غير المرخصة، يعقبه موجات من التراخي، وبقينا بين شد جزر، الى ان برزت ظاهرة استخدام الاسلحة النارية في المشاجرات، التي تخيف الناس وتتسبب أحيانا في مقتل او اصابة ابرياء. من التاريخ القريب استذكر ان مجلس مدينة بلدي عمان منع رجال العشائر من دخول المدينة في العشرينيات باسلحتهم، وفرض عليهم تسليمها الى اقرب مخفر. وهذا ما كان سارياً في تلك الاوقات دون أن يحتج احد او يحرد، رغم ان السلاح بالنسبة لرجال العشائر ليس زينة فقط، وإنما ضرورة بحكم المخاطر التي كانوا يواجهونها في تلك الأونة. اليس معيبا، بعد 80 او 90 عاماً على هذا القرار الحضاري الذي يحترم المدنية، ويحميها، ان يظهر احد حاملا سلاحه ويطلق النار منه في وسط البلد أو جبل عمان أو ماركا، ويتسبب فيما يتسبب به، ونحن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين؟. شنت مديرة الامن العام حملة قوية على الاسلحة غير المرخصة، ونشد على ايديها، ونامل ان تستمر وأن تتكاتف جهود امانة عمان ووزارة الداخلية والمواطنين معها، لنعيد لعمان مدنيتها.. فالسلاح يا سادة يحمل في بيداء او غابة وليس في مدينة.