هل اخطأت جامعة آل البيت في إدارة الأزمة؟
يوم الخميس 27/11/ 2014 حدث في جامعة آل البيت أعمال شغب، وهي متكررة، وتحدث في غيرها من الجامعات ومتشابهة معها ، والصور التي بثتها المواقع كشفت الحال، لكن التشابه امتدّ لرد فعل الإدارات الجامعية بعضها مع بعض، والتي غالباً ما تنفي الوقائع وتتحدت عن احتكاك بسيط، بلغة من الانكار غير المقبول لأزمة عامة لا تخص جامعة بعينها، ولا تعيب أي إدارة إلا بمقدار عجزها وتهربها واخفائها للواقع.
قبل عشرة أيام اغلقت الجامعة أبوابها جراء مشاجرة عابرة لبقية نهار ذلك اليوم، وصدرت بياناً ركيكاً لا يليق بوعي الناس، فالتقطته الحملة الوطنية لحقوق الطلية «ذبحتونا» وهي محقة في تعليقها على اسلوب إدارة الأزمة، ذلك أن الحملة علقت على تبرير إدارة الجامعة بتعليق الدراسة لأسباب تتعلق بانقطاع التيار الكهربائي والأحوال الجوية، والجامعة لم ترد على بيان ذبحتونا، وظلت كرة الكراهية تتدحرج حتى انفجرت يوم الأربعاء الماضي مرة أخرى وطوق الامن الجامعة واطلقت عيارات نارية من جديد في المشاجرة.
ولو أن إدارة الجامعة - وهي بعد جديدة ولا نريد تحميلها الكثير مما حدث- وضعت المجتمع بمسؤولياته وكشفت للإعلام الواقع، لكان ذلك افضل لها من بيانها الأول. فما الداعي للنفي وتقليل شأن الحدث؟ وهل استنكار الواقع مفيد؟ وهل الأمر يحتاج للنفي أم الاعتراف؟ لا نعرف سبباً للنفي ولا نتيجة له عند الطلبة الا المزيد من العنف الذي لم يترك رئيس جامعة منذ تأسيس الأردنية عام 1962 إلا وطاله لأسباب مختلفة.
في جامعة آل البيت التي بدأت عالمية رفيعة الشأن، ثم وئدت فكرتها ورسالتها أمام أعيننا. الكثير من أسباب استعادة الألق. فرئيسها الجديد عرف عنه السمعة العلمية الجيدة. وهو بحاجة لمواجهة ملف العنف واخراج آثار المجتمع المحلي وظلال العنف التي غزت الجامعة التي اقيمت للتعددية في محافظة تميزت بتعدد الأعراق والأصول وكانت ميزتها التنوع. وهي تبدو اليوم جامعة محلية صرفة تتقاذفها أمواج المجتمع ورغائب النواب التي هيمنت حيناً من الدهر على الإدارات. لذا لابدّ من جراحة صارمة للعنف هناك.
برغم الصداقة مع إدارة الجامعة. لابدّ من القول بأن اخفاء الوقائع كان مؤلماً. ولا يمكن في هذا الزمن المفتوح وغير المقبول بتاتاً. مع يقيننا أنها ليست وحدها المسؤولة عن ذلك، فعلى قيادات المجتمع دعمها لتطبيق القانون والكف عن التوسط. وهنا تصبح المعركة معركة مجتمع يجب أن يدافع عن مؤسسته الأكاديمية التي حققت لمدينة المفرق أسباب النمو والازدهار.
إدارة الجامعة وفي إثر «الهوشة» الثانية التي اندلعت يوم الأربعاء الماضي والتي سبقها قبل اسبوع غزوة طلابية أخرى، اتخذت اجراءات نتمنى أن تصمد عليها، وان تدافع عنها، وان تتمترس وراءها، وقد صرح الرئيس الجديد للجامعة بأن زمن التهاون مضى، معترفاً بأن التهاون كان موجوداً في السابق مع هكذا نوع من الأحداث، وناشد القوى المحلية بعدم التدخل، وهي مناشدة إن وقع عكسها، ولم يأبه بها المجتع وقياداته فمطلوب من الإدارة نشر اسماء الوجهاء والأعيان الذي يطبلون التدخل لأجل نفر من الطلاب «الزعران» الذين قال الرئيس في تصريحاته أول أمس الجمعة أنه لن «يتخلى عن مسؤلياته تجاه ثمانية عشر ألف طالب مقابل عبث عشرات الطلاب..».
أحيانا تُغضب حملة ذبحتونا إدارات الجامعات، وأحياناً ما تخرج عن هدفها العام، لكنها كثيراً ما تكون محقة في نقد أداء إدارة الأزمات والأحداث الطلابية في الجامعات، ولا سبيل لوقف العنف إلا بتطبيق القانون وبحزم كبير، والأمل أن تصمد ادارة جامعة آل البيت في مواجهة المجتمع وتغوله على الجامعة، وأن تلتقي بقيادات المدينة وتضعها بمسؤولياتها الأخلاقية تجاه حماية الجامعة وتطويرها والعودة بها لروح الـتأسيس والبدايات الأولى.