لبيك جلاله الملك


زياد البطاينه

 لبيك ياجلاله الملك الكاتب الصحفي زياد البطاينه بالامس كان جلالته يعلن النفير على الارهاب ومتبنيه ومنتسبيه الارهاب الذي يتهدد العالم تارة باسم الديمقراطيه وتارة باسم الدين واخرى بالسياسه والاردني كما قيل عنه واع وقادر على التمييز ويعرف ماذا يريد مرهون باوامر القياده التي قادته الى مطرح يحسد عليه القياده التي تحرص على انسانها كما هو انجازها وانا اتسائل ؟؟؟؟ مَنْ منا لا يتطلعُ إلى مستقبل مشرق تسودهُ العدالة وتتحقق فيه المساواة وتنتشر في فضائه رايات الحرية والديمقراطية والنمو والازدهار؟ منْ منا لا يرغبُ في حياةٍ هادئة مفعمة بالمحبة والألفة والرخاء، حياةٍ عنوانها الاستقرار، وقوامها الأمن والأمان، وديدنها السعادة والسرور؟ لا أظنُ أنَّ عاقلاً على وجه هذه الأرض يرفض الحرية ويكرهُ السعادة ويناصب العداء ما يتماهى مع السمو الفكري وينسجم مع القيم الإنسانية العظيمة التي كانت ولما تزل الهدف الأسمى والأجلّ لكلّ حراك جماهيري واعٍ يستلهم نضاله أولاً وآخراً من حاجة الإنسان إلى حياة كريمة لا مكان فيها للظلم، ولا وجود للاضطهاد والاستبداد والاستعباد وقتل الأمل واغتيال الإرادة وتغييب العقل وتحنيط الفكر. ولا أعتقد أنّ في الاردن من يقبل العودة إلى عصور ما قبل التاريخ تحت أي شعارٍ أو مسمى مهما كان براقاً أو مدغدغاً لبعض النزوات التي يحاولُ أعداء الأمة والتاريخ إثارتها واللعب على أوتارها بعد أن أصبحت من المنسيات وانتهت مفاعيلها بانتهاء عهود القهر والاستعمار والاستبداد فالاردنيون عبر العصور كانوا ولا يزالون وسيبقون إلى الأبد دعاة سلام ومحبة، وبناة حضارة ، وروّاد فكر وعلم وأدب، لا ينساقون وراء الترهات،ولا تثنيهم الأكاذيب والأضاليل عن السير في طريق المجد والتحليق في سماء المعرفة التي تزينت بآلاف النجوم والكواكبالاردنيه المتميزة بألقها وبريقها وقدرتها على التجدد والتكاثر بكل الظروف وعلى مرّ الأزمنة. نعم باسم الدين كم سفكت من دماء وغُزيت دول وحورب الفكر و استبيحت كرامات وانتهكت اعراض ودمرت الأوطان وقسمت مجتمعات وسادت شعوذات وطفت على السطح فئات ضالةٌ جاهلة جنّدت نفسها لخدمه أعداء الدين وأعداء الله والبشرية، وعاثت فساداً وتخريباً وتمزيقاً وقتلاً للنفس الإنسانية التي حرّمت كلُّ الأديان والشرائع قتلها أو المساس بقدسيته وافتروا على الله ومارسوا سياسة التجهيل وغسل الأدمغة، ومدوا جسور العلاقات المشبوهة وعاثوا فساداً وظلماً وطغياناً بعد أن حرّفوا المفاهيم، وقلبوا المعايير، وشوّهوا الحقائق، وأقصوا راي المفكرين والعلماء، وزوّروا الدين، وحاربوا المبادئ والأفكار التي من شأنها تعزيز الانتماء القومي والنهوض بالأمة وتحقيق الوحدة وإرساء مفهوم الحرية واعتماد الديمقراطية سبيلاً وحيداً لممارسة الحكم والقضاء على الديكتاتورية التي لعبت وتلعب أسوأ الأدوار في إعاقة البناء الفكري والسياسي والاقتصادي فعندما يقحم الدين في السياسة يصبح ديناً لها وليس لله فيفقد ثوابته وينتحل متغيراتها متحولاً من جامع إلى مفرّق، ومن ضابط للسلوك والفكر الإنساني إلى مطية لسلوك رجالاتها وأفكارهم. وهنا تكمن المصيبة إذ يفرغ الدين من جوهره وينقلب إلى دين سياسة ومصلحة لا دين عبادة وفضيلة ومكارم ومحبة وسلام ، وهذا ما نلحظه عند الأحزاب الدينية بخاصة المتطرفة منها التي تحتكر الدين والله لمصالحها وهما منها براء فعندما يُسيّس البعض من المنتسبين الدين او من السنافير في دنيا السياسة الذين يجعلون منه سبباً للتفرقة بين الناس، ويتحوّلُ من قيمة أخلاقية وروحية تسهمُ في نشر العدالة وتحقيق التكافل الاجتماعي وتحصين المجتمع من عوامل الانهيار والسقوط في مستنقع الرذيلة والسير به على طريق الفضيلة والارتقاء بالفكر والنفس الإنسانية إلى أعلى درجات الرقي والمجدِ والازدهار يتحول الدين الذي فصلوه على مقاسهم إلى قوة هدّامة تكرّسُ الطغيان والفساد وتستبدل العدل بالظلم، والحرية بالاستبداد، والفكر بالخرافة، والثقافة بالخواء المعرفي والقيم السامية بقيم رخيصة تساعد على انتشار الأوبئة الاجتماعية والأمراض العقلية، والمغالطات العلمية التي من شأنها إعادة المجتمعات قروناً إلى الوراء والقضاء على أي بارقة أمل بالنهوض واللحاق بركب الحضارة التي لا تقف عجلتها ولا تعود إلى الوراء.‏ نعم ان من يتتبعُ تاريخ الأديان يدرك مدى الجور والظلم والانحراف الذي تعرضت له عندما زجت في معترك السياسة واستخدمت كسلاحٍ للتغطية على بعض الممارسات الخاطئة التي قام بها رجال السياسة على مرِّ العصور ما كانَ هذا ليحدث لو بقيت الأديان بعيدةً عن نزوات السياسة ومتحولاتها التي لا تتفق في أغلب الأحيان مع ثوابت الأديان وقداسة أهدافها وغاياتها وبعبارة ....الدين عام والسياسة خاصة.... الدين شامل والسياسة تقتصر على حزب أو جماعة من الناس لها مصالحها ومقاصدها وآراؤها وطرقها فإذا كان بعض الذين يدّعون التدين لا يستطيعون الارتقاء إلى عظمة الدين ولا يملكون إرادة الالتزام بتعاليمه السمحة فالأجدر بهم ألا يقيسوا الدين على مقاسهم، وألا يختزلوه في نفوسهم المريضة مدعين حرصهم عليه وتفانيهم في خدمته، والأحرى بنا ألا نصدق هؤلاء المسيسين، وأن نتوحد جميعاً على مقولة : إن الدين أخلاق وسلام ومحبة حتى ولو اختلفنا في السياسة وإذا وجد في هذا الزمن الرديء من لا يعي هذه الحقيقة أو يتعامى عنها، فتلك مشكلته وليست مشكلتنا، فعدم رؤيتك للشمس لا يعني إطلاقاً انعدام وجودها، وجهلك للحقيقة لا ينفي معرفة الآخرين لها، والتنكر للإنجازات لا يؤكدُ نفيها. وضمن هذه المسلّمات نستطيع القول لكلّ الحالمين بطمس الحقائق وتغييب نور العقل ونشر ثقافة التطرف والتعصب وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والإثنية: ضللتم الطريق وأخطأتم الهدف فليس الاردنيون من تأخذهم غريزة القطيع التي تسيطرُ على عقولكم المظلمة، وقلوبكم الصدئة، ونفوسكم الخبيثة