باسم سكجها يكتب : النواب والوتر المشدود

أخبار البلد - 
 
أيّ اجتماع لمجلس النوّاب مرشّح لأن يشهد اشتباكاً من نوع ما، لسبب أو لآخر، مهمّ أو غير مهمّ، وبات مُسليّاً للزملاء المصوّرين الصحافيين أن يُركّزوا عدسات كاميراتهم على أشخاص بعينهم، يتزايد عددهم كلّ أسبوع، باعتبارهم «الوتر المشدود» الذي ما أن يهتزّ حتى تُصبح القاعة وكأنّها صفيح ساخن.
قليلون هم النواب الذين حافظوا على هدوئهم، حتى الآن، وابتعدوا عن الخوض في المشاحنات غير المجدية، فعلى ما يبدو أنّ العدوى تنتشر بسرعة، وقد يكون هناك ظنّ بأنّ مثل هذه التصرفات تزيد من الشعبية، فيظهر النائب أمام ناخبيه باعتباره صارماً وقادراً على الصراخ والاشتباك.
فيديوهات هذه الاشتباكات تملأ الانترنت، وتُحقّق مشاهدات غير مسبوقة، وتجلب الكثير من الآراء والتعليقات، وأحياناً تنتقل المناكفات من تحت القبة إلى وسائل التواصل المجتمعي، وتظنّ أنّ هناك حرباً من نوع ما، ولكنّ كلّ ذلك ينتهي عادة على فنجان قهوة سريع، أو جاهة كبيرة.
صحيح أنّ كلّ البرلمانات في العالم يشهد اشتباكات تصل إلى الأيدي، ولكنّها تكون عادة بصبغة سياسية، وحول قضايا كبيرة، لأنّها برلمانات تضمّ أحزاباً، أمّا عندنا فكلّ نائب هو حزب بحدّ ذاته، وتكفي كلمة ما، وقد تكون غير مقصودة، لأنّ تُثير مثل تلك الزوابع في الفناجين الصغيرة.