الأردن وأميركا مرحلة جديدة من التعاون..
تعد علاقات التعاون بين الأردن والولايات المتحدة الاميركية تاريخيا بأنها مميزة ومستقرة في كافة المجالات سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ونقلت الزيارة الأخيرة لجلالة الملك الى واشنطن العلاقات الثنائية الى مرحلة جديدة عنوانها الكبير .. تقديم المزيد من المساعدات والضمانات بما يسهم في تمكين المملكة من تجاوز المرحلة الصعبة وتداعيات ما يجري في دول الجوار، العراق وسورية، والتصدي للارهاب الجديد المتمثل بـ «داعش»، ودعم مسيرة السلام ( المتعثرة) بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإعادة تأكيد الموقف الأردني بالتوصل الى حل الدولتين، وهو ما لقى تأييد البيت الابيض.
الروح الايجابية سادت اللقاءات التي أجراها جلالة الملك مع الرئيس اوباما وكبار مسؤولي البيت الأبيض، وأكدت نجاعة السياسة الأردنية، والشجاعة التي تحلت بها القيادة الأردنية، وفي المجالات الاقتصادية والمالية فإن تجديد مذكرة التفاهم بين البلدين لمدة ثلاث سنوات أثمر المزيد من المساعدات التي تمثلت في زيادة المساعدات الأميركية الى مستوى ثلاثة مليارات دولار بمعدل مليار دولار سنوبا، الى جانب تقديم ضمانات اميركية لقروض اردنية من الاسواق الدولية، وهذه الضمانات تخفف خدمة الديون ( الفوائد على القروض) الى مستويات متدنية تسهم في تخفف الاقتصاد الاردني من تكاليف الاقتراض وجسر الفجوات التمويلية.
هذه التطورات الايجابية في العلاقات الاردنية الاميركية تأتي في ظل ظروف سياسية وأمنية عاصفة اقليميا، اما في الجوانب الاقتصادية فإن أمام الاردن فرصة التعافي، وتحقيق نمو اقتصادي افضل استنادا الى زيادة المنح والمساعدات الاقليمية والدولية، وارتفاع سعر صرف الدولار الاميركي أمام العملات الرئيسة؛ ما ينعكس بصورة ايجابية على سعر صرف الدينار الاردني المرتبط مع الدولار الاميركي منذ العام 1995، الى جانب الانخفاض الكبير لاسعار النفط والطاقة في الاسواق الدولية بنسبة كبيرة تجاوزت مستوى 40% خلال ستة الأشهر الماضية، وهذه تسهل دخول الأردن في معالجة عجز موازنة الدولة، وتقليص العجز التجاري، وهذه مجتمعة ستعود بالنفع على الاقتصاد الأردني.
السنوات الاربع الماضية كانت حافلة بالصعوبات والتحديات بدءا من استعياب استحقاقات الاصلاح والتعامل معها بحكمة وعقلانية غبطنا عليها الاصدقاء واثارت حفيظة الأعداء، وبثقة يمكن القول: إننا عبرنا بسلام، وتقدّمنا بغض النظر عن تقييم سرعة الاصلاح والتحديث، وتمكنت القيادة بحكمة تعزيز النسيج الاجتماعي اولا، واقامة افضل علاقات التعاون مع المحيط العربي، مؤسسات التمويل الدولية والمانحين ثانيا، وتطوير علاقات التعاون مع الولايات المتحدة حيث شكلت نتائج الزيارة الأخيرة لجلالة الملك إلى واشنطن علامة فارقة في تاريخ هذه العلاقة.
أمامنا ثلاث سنوات للانتقال بالأردن اقتصاديا وماليا واجتماعيا الى مرحلة عناوينها الرئيسة النمو وتحسين مستويات معيشة المواطنين وتمتين القاعدة الاقتصادية في البلاد ...وهذا المطلوب.