الاتّجار بالدين أربح أنواع التجارة !!

عرف العالم كل اشكال الاتجار وانواعه التي تطورت على مدى الازمان والقرون، فقد عرف – وما يزال- تجارة العملات والأوراق المالية وتبييض الأموال (5 تريليونات دولار) وتجارة السلاح ( 1700 مليار دولار ) وتجارة المخدرات (700 مليار دولار) وتجارة الفن والتحف الفنية وتجارة النفط وتجارة الدواء وتجارة الغذاء والاتجار بالبشر والجنس وتجارة القمار، غير ان "أربح" تجارة كانت على مرّ القرون – وما تزال – هي الاتجار بالدين !!

يدر الاتجار بالدين على محترفيه ومزاوليه، علاوة على المكاسب المالية الهائلة، مكاسب معنوية وزمنية خارقة لا حدود لها، تبدأ من الهالة التي يضفيها رجال الدين وأتباعهم ومريدوهم على انفسهم وكذلك الالقاب الرنانة ذات الوقع التبجيلي الوقور التي يخلعونها ومريدوهم على انفسهم.

فرجل الدين يصبح بين غمضة عين وانتباهتها "الأمير" ذا الاتباع والحواريين والمريدين الذين يقدمونه محفوفا مزفوفا يتلمس المتبركون و"المتبركات" ملابسه وان كانوا ذوي حظوة وحظ، لمسوا اطرافه وقبلوا يديه ونعليه.

ويعتلي رجل الدين عشرات السدد، فتحمله ذرابة لسانه ومسبحته الطويلة ومسواكه وعطره الخاص ولحيته المحناة الى سدة البرلمان او الى الخطابة او الى التلفزيون ليظهر على الجماهير بطلعته البهية، معلما ملهما وفيهقا فقيها لا يشق له غبار.

ويستغل "ظل الله على الأرض" ووكيل السماء مهابته وهيلمانه وزيه المزركش المدندش لتضليل الشباب وتوريطهم وزجهم في "معمعان الجهاد" لينالوا الاستشهاد وليحظوا بالحور العين وبالجنة التي عرضها السماوات والأرض.

وقد نشأ على هامش حميّة الشباب وغيرتهم على امتهم وعلى دينهم الحنيف، اتجار بالمليارات بموضوعة الجهاد وبالحياة الدنيا والحياة الأخرى، فاصبح "القضاة الشرعيون الميدانيون" يصدرون احكامهم "الراسبوتينية" الرهيبة بقطع الرقاب وسبي النساء والتمتع بهن وبالصغيرات اللواتي ما بلغن بعد.

على عيد الأضحى المبارك الأخير نفح "الخليفة" كل واحد من القادة والقضاة وذوي "القبّات السوداء" 60000 دولار "عيدية" من "المنهوبات والمسروقات والاستحلالات الهائلة التي شكلت تعديا على أملاك المسلمين واملاك غيرهم.

جندوا الشباب الغر المندفعين للدفاع عن اهل السنة وحمايتهم، فاذا بهؤلاء الشباب يقاتلون اهل السنة قبل غيرهم من اهل المذاهب والديانات الأخرى، واذا بالقاتل والقتيل من "داعش" ومن "النصرة".

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ. صدق الله العظيم.