برنامج الملك
أخبار البلد - عصام قضماني
برنامج الملك معلن ومتاح , بشفافية أمام الرأي العام , ويستطيع من يشاء أن يتتبع خطواته , فليس عبثا أن ينشر على الملأ , فقط كل ما ينبغي فعله هو دعم هذه الخطوات بتوجيه الطاقات الى البناء والعمل والانتاج.
في واشنطن يتحدث الملك عن فلسطين وعن العراق وسوريا والمعركة ضد الارهاب , وينشغل في فتح آفاق جديدة لفك عقدة الاقتصاد في الحصول على دعم اقتصادي للبلاد التي ترزح تحت ضغوط غير مسبوقة , لجوء سوري ضاغط وأزمة اقتصادية ذات طابع محلي وإقليمي.
صحيح أن الاضطرابات في المنطقة رتبت أعباء كبيرة على الأردن لكن أستطيع أن أقول أن هذه الاضطرابات يمكن أن تشكل في ذات الوقت فرصة كبيرة لتحقيق فوائد للاقتصاد بحسن الادارة والجرأة في اتخاذ القرارات وتنحية الحساسية المفرطة في التعامل مع هواجس وتداعيات هذه المرحلة.
هي نظرة الى المستقبل في ظل واقع متشابك يكتنفه الغموض , ولا مرة استسلم الملك لهذا الواقع , ولا مرة تراجع خطوة عن الأفكار الخلاقة , وكان في كل مرة يعزز الثقة ببلده ومواطنيه.
ما صلح له رجال الأمس قد تعجزهم وقائع اليوم , هذه حقيقة , فلكل زمان دولة ورجال ولا تجوز المقارنة بين الأزمان الا بمقدار الافادة من التجارب ولا تجوز المفاضلة كذلك باعتبار أن الميزة هي الاستمرارية على أساس التراكم , فالعهد الجديد في كل زمان ومكان يرث الإنجازات كما يرث التحديات , لكن الفرق يكمن في تحديد الأولويات.
لم تكن المملكة الرابعة لتحقق كل هذه الإنجازات وقوة الصمود لولا الأساس القوي الذي وضع في عهد المملكة الثالثة بشخوصها ومواقف رجالاتها التي يستحسن الأردنيون استدعاءها بكثير من الحنين والعاطفة , لا نقول أنه عهد انقضى بأحداثه ومواقف رجالاته التي لا تنسى , لكن تحديات اليوم في المحيط وهي مختلفة كليا ومتشعبة ومتشابكة في سلوكيات أطرافها ومواقفهم وعقائدهم وهي أشد قسوة وغموضا ومخاطر , هي بظني تحتاج الى مواقف وقرارات ورؤية يبدع ملك اليوم ورجالاته في مواجهتا.