بنوك من نوع خاص

في النظم الاقتصادية الحديثة تحتل البنوك اهمية خاصة بصفتها منشآت تعني بالمال تحفظه وتسلفه وتبحث له عن استثمارات وتوفرها للمستثمرين بصور واشكال متعددة ومتجدده...
وعلى نهج البنوك التي تعنى بالمال اوحت الفكرة للعديد من الناشطين في العمل الاجتماعي والتطوع الى الافادة من مفهوم البنوك في ميادين اعمالهم التي تعنى بخدمات وحاجات الانسان فظهرت الى الوجود بنوك جديدة مثل بنك الطعام ..."Food Bank "وبنك الوقت "Time Bank"..
وقد جاءت الفكرتين اللتين ولدتا في عالم العمل التطوعي لتنظيم الفائدة من فائض الطعام وفائض الوقت بصفتهما موارد مهدورة في جوانب يحتاج لها المجتمع بكفاءة وفعالية تقارب مستوى كفاءة وفعالية ادارة البنوك.
تقوم فكرة بنك الطعام على افتراض وجود كميات كبيرة من الطعام الفائض عن حاجة من قام باعداده او تحضيره او شراءه ...مع وجود اعداد كبيرة من الافراد المحتاجين ولا يملكون الموارد المالية للحصول على الطعام
وعليه يتولى البنك دورا وسيطا بين مصادر الطعام "المتبرعين "والمحتاجين لهذا الطعام من خلال التعرف على الجهات والمؤسسات الراغبة بالتبرع بفائض انتاجها وايجاد المراكز والوسائل والادوات لجمع ونقل وحفظ الطعام وتحديد الفئات المحتاجة له وتنظيم ايصاله وتوزيعه مع مراعاة شروط الصحة والسلامة والاستحقاق.
وفي الولايات المتحدة الامريكية يسهم البنك في توفير اكثر من 3 بليون وجبة سنويا لتلبية حاجة المجتمع المتزايدة الى الطعام حيث يعاني واحد من كل ستة اشخاص من الجوع. وينتشر اكثر من 200 فرعا للبنك في الولايات المتحدة والتي تعمل على ادارة الاف البرامج الغذائية في المناطق الاكثر فقرا وحاجة للطعام.
اما في العالم العربي فقد تاسس بنك الطعام المصري منذ عام 2006 واتسع مجال العمل والخدمة للبنك ليشمل اكثر من 3مليون اسرة في عام 2013 وتوسع في السنوات الاخيرة ليؤسس فروعا له في العديد من البلدان العربية .
وفيما يخص بنك الوقت فقد جاء تاسيسه استنادا الى تنامي حاجات المجتمع وتقلص الموارد المالية المتاحة وانطلاقا من فلسفة ان الوقت مورد اساسي ينبغي استثماره وان الافراد متساوون في الاهمية و الكرامة الاحترام والمجتمع بحاجة الى شبكات التبادل والتعاون بطرق غير تلك المستندة الى التسعيرة النقدية... ويقنن انشاء البنك عادة التعاون التي عايشها الانسان في مراحل الرعي والصيد والزراعة حيث كان الناس يتعاونون على انجاز المهام من خلال تبادل الادوار في انساق اجتماعية ينتظم فيها الافراد في مواسم الزراعة وجني الثمار وجمع المحصول وغيرها من الانشطة بشكل دوري وكلما دعت الحاجة لذلك.
وبصورته الحالية يقوم مفهوم بنك الوقت الذي انطلق في الولايات المتحدة في ثمانينيات القرن الماضي على ان الافراد يمكن ان يودعوا في حساباتهم المعتمدة لدى بنك الوقت الساعات التي يتطوعون بها لخدمة المجتمع في الميادين التي يحتاج لها ويرصد هذا الوقت لحساب الشخص المتطوع ويعتبر وديعة يمكن ان يستردها عند الحاجة فيما اذا دخل سن الشيخوخة او المرض او العجز او في اي وقت يشاء .
ويستطيع الافراد العمل اثناء ساعات تطوعهم في اي من المجالات التي قد يحددها لهم البنك او يختارونها بالتنسيق مع المشرفين ...وقد تاتي هذه الخدمة في مجالات الرعاية للمسنين او خدمات اجتماعية او بيئية او صحية او في مجال تخصص المتطوع.
خلال السنوات الاخيرة نجح الاردن في تاسيس فرعا لبنك الطعام الذي نامل ان ينجح في الحد من مشاكل الجوع والهدر ويجسر الفجوة بين المترفين والزاحفين على بطونهم...وهناك مساعي لتاسيس بنك الوقت من اجل استثمار فائض الوقت علنا نضعه في خدمة مجتمعاتنا التي تحتاج الى كل سعر من طاقتنا وكل فكرة من افكارنا وكل طبق يفيض عن موائد الميسورين منا.
المطلوب ان يكون لدينا قواعد معلوماتية عن حاجات مجتمعاتنا المحلية وتوزيعها الجغرافي والسكاني وان ننشر المزيد من الوعي لمبادرات البنوك الجديدة لنحسن استثمارها في التصدي لمشكلاتنا التي قد تتنامى اذا ما توقفنا عن محاولات التصدي لها بطرق غير تقليدية.