ترجيح الغاء او تأخير اتفاقية الغاز مع اسرائيل»

اخبار البلد - 

رجح خبراء اردنيون في مجال الغاز تاخير او الغاء توقيع اتفاقية بين الاردن وشركة نوبل انيرجي الامريكية لتزويد الاردن بالغاز من حقل غاز لوثيان الاسرائيلي المكتشف في البحر الابيض المتوسط.

وقال الخبراء لـ "العرب اليوم"، فضلوا عدم الكشف عن هُوياتهم ان نظراءهم الاسرائيليين ابلغوهم على هامش لقاءات مؤسسات مجتمع مدني من اردنيين واسرائيليين في لاهاي بهولندا اواخر الشهر الماضي عن خلاف نشب بين حكومة اسرائيل من جهة وشركة نوبل انيرجي للطاقة من جهة اخرى.

وقالوا ان الحكومة الاسرائيلية هددت شركة نوبل انيرجي بعدم تجديد عقدها الذي يوشك على الانتهاء وفي حال حصل ذلك فان الخطاب المبدئي "خطاب النوايا" الذي وقعته شركة الكهرباء الوطنية وشركة نوبل انيرجي في ايلول الماضي قد لا يرى النور.واكدوا ان اسرائيل لا تعير اي اهتمام لاي اتفاق او غيره وبالتزامن ربطوا بين رفض الاسرائيليين التزود بالمياه من تركيا بعد خطابات نوايا واتفاقيات مبدئية وبعد استكمال تركيا لكافة البنى التحتية لذلك المشروع الضخم، حيث بدأ الاتراك الترويج لمشروعهم الى دول الجوار التي تعد فقيرة مائيا.

ويذكر ان شركة الكهرباء الوطنية وقعت خطاب نوايا مع نوبل انيرجي الامريكية في ايلول الماضي يقضي بتزويد الاردن بالغاز عبر انيرجي من اسرائيل، من دون تحديد موعد نهائي لاستكمال الاتفاق. وكان الاردن يطمح الى توقيع اتفاق تزويد طويل الأمد، الشهر الماضي يوفر على الحكومة مليارا و400 مليون دولار شهريا. وبموجب خطاب النوايا تبلغ مدة العقد 15 عاما، يتم نقل الغاز مباشرة عبر الحدود مع إسرائيل عقب الانتهاء من إنشاء خط أنابيب وبحلول أواخر 2017.

وفي حال لم تمدد اسرائيل اتفاق العمل المبرم مع شركة نوبل انيرجي الامريكية فان مشروع تزويد الاردن بالغاز في مهب الريح او يضطر الاردن الى توقيع الاتفاق مع الحكومة الاسرائيلية او اية شركة تتفق مع الحكومة الاسرائيلية.

ويواجه الأردن صعوبة في تلبية الطلب على الكهرباء الذي يتزايد بمعدل أكثر من سبعة من مئة بسبب نمو عدد السكان والتوسع الصناعي، وفق تقديرات رسمية.

في الوقت نفسه يمثل تقليص خسائر شركة الكهرباء الوطنية معيارا رئيسيا للأداء في اتفاق قرض تحت الطلب لأجل 36 شهرا توصلت إليه المملكة مع صندوق النقد الدولي.

وقدرت ديون شركة الكهرباء الوطنية 4.7 مليار دينار (6.6 مليار دولار) بعد أن اضطرت إلى دفع ثمن الطاقة التي ولدها منتجون مستقلون للكهرباء من وقود الديزل والوقود الثقيل الأعلى تكلفة بعد تعطل إمدادات الغاز المصرية الرخيصة.

وارتفعت تكاليف الطاقة على المملكة إلى أكثر من أربعة مليارات دينار سنويا عقب تعطل إمدادات الغاز المصري التي كانت تعتمد عليها في توليد أكثر من 80 من مئة من الكهرباء بالمملكة وهو ما دفعها للتحول إلى واردات الوقود الثقيل ووقود الديزل الأعلى تكلفة.

وتوقفت إمدادات الغاز المصري بالكامل عدة مرات من جراء أعمال التخريب التي تعرضت لها شبكة خطوط الأنابيب في سيناء المصرية منذ الثورة المصرية 2011.

ويرى الاردن أن الغاز الطبيعي المستخرج من الاحتياطات الضخمة قبالة الساحل الشرقي للبحر المتوسط هو الخيار المفضل للتخفيف من حدة أزمة الطاقة في المملكة بحلول نهاية العقد.

تمتلك الحكومة خيارا لعقد اتفاقات غاز طويلة الأمد مع السلطة الفلسطينية حيث تملك مجموعة بي.جي حقوق تطوير حقل للغاز على مسافة 30 كليومترا قبالة ساحل غزة ومع وزارة الطاقة القبرصية لتوقيع اتفاق بخصوص احتياطات الغاز الموجودة على طول ساحلها الجنوبي. وفي حال تم اتفاق بين الجانبين الاردني والاسرائيلي، يمثل أكبر تعاون منذ توقيع معاهدة سلام في عام 1994 التي تتعرض تهديدات من الجانب الاسرائيلي من خلال مشروعات التهويد بالقدس العربية، كذلك مشروع اتفاق الغاز نفسه يتعرض الى معارضة شديدة من قبل البرلمان الاردني والاحزاب ومؤسسات مجتمع مدني.

يذكر ان المملكة وقعت اتفاقا مع رويال داتش شل لتوريد الغاز لمرفأ للغاز الطبيعي المسال قيمته 65 مليون دولار يقع على مسافة 18 كيلومترا جنوب ميناء العقبة المطل على البحر الأحمر، يتم استكماله أيار العام المقبل.

ويتضمن الاتفاق إمداد المرفأ بما يصل إلى 600 مليون قدم مكعبة يوميا وهو إجراء يخفف الضغط عن المملكة في الأجل المتوسط بتقليص فاتورة استيراد الطاقة بما لا يقل عن 500 مليون دينار سنويا.