لافتات النواب أتعس من المذكرات

غير ملزم قرار مجلس النواب امس بمنعهم من ادخال لافتات تحت القبة، لكن الكلام الواضح الذي وجهه رئيس المجلس الى حملة اللافتات كان حازما، كفى لقد شاهدكم الاعلام.

اذا كان النائب يشعر ان اداءه البرلماني لا يمكن ان يحقق اهدافه الا اذا استعان بادوات الشارع، فإن هناك مشكلة عميقة تقع تحت قبة برلمان الشعب.

في الفترة الاخيرة زادت اللافتات تحت قبة البرلمان، وزادت الحركات الاستعراضية، وهي باي شكل من الاشكال لا يمكن ان تقارن بالفعل السياسي الذي قام به يوما النائب خليل عطية عندما احرق علم الكيان الصهيوني تحت القبة، فهذه قصة اخرى، ورسالة سياسية بامتياز لا يمكن ان تتكرر.

حاملو اللافتات من النواب تحت القبة هم الاقل مشاركة فعلية في الفعل البرلماني وفي الانجاز التشريعي، ويغطون على ادائهم السلبي بحركات استعراضية، حيث يشاركون المعتصمين خارج قبة البرلمان، وبعد ذلك يستعينون بادواتهم تحت القبة، فأي فعل سياسي هذا عندما يحمل النائب لافتة لا يستطيع ان يفرض مضمونها.

لم يتوسع النواب فقط في اللافتات، بل توسع عملهم في المذكرات غير المنتجة، فيوميا نسمع ان احد النواب يقوم بتوقيع زملائه على مذكرة لا نرى لها مستقبلا ولا شكلا تحت القبة، وهي فقط عمل من أجل النشر الاعلامي.

أمس، مذكرتان، واحدة للافراج عن الموقوفين، وهو مطلب محق، والثانية لالغاء معاهدة وادي عربة، وهي قضية وطنية كبرى تحتاج الى فعل سياسي وشعبي موحد من اجل الوصول الى قرار فيها، اما ان يتم توقيع مذكرة من 11 نائبا وعلى عجل، فإن هذا فعل هوائي لا يغضب حتى اسرائيل عندما يصلها خبر عبر وسائل الاعلام ان 11 نائبا اردنيا يطالبون بالغاء اتفاقية السلام معها.

لا ادري لماذا لا يستغل النواب الادوات الدستورية الممنوحة لهم جميعها في القضايا الكبرى، والتي تبدأ بالسؤال الى الاستجواب الى حجب الثقة، اما المذكرات فمعظمها لا يصل الى رئاسة البرلمان من اجل طرحها على جدول اعمال الجلسات، وبعضها يصل الى المواقع الالكترونية ولا يصل الى الصحف.

نكررها للمرة المليون، لا نتصيد للنواب، ويهمنا ان يكون الاداء البرلماني عالي السوية، ومنتجا، ويصنع اثرا في الحياة السياسية، ونتخلص من الافعال التي تجلب النقد والتجريح للبرلمان، لكن هناك اصرار من قبل بعض النواب بان يبقى عملهم وأداؤهم استعراضيا واعلاميا وغير منتج.