«همس» خليجي في أذن الأردن
يعرف المطلعون والخبراء ان الأردن مع دولة خليجية فقط هما الخاسران الأكبران عمليا، وفي النهاية من الاستدراك القوي الحاصل على مستوى النادي الخليجي وعودة المصالحة بين الأطراف المعنيين.
لم نكن كأردنيين طرفا في المصالحة واجتهدنا- من دون فائدة فيما يبدو- بان لا نكون طرفا في الخصام، لكن عند عودة الأجواء أخوية بين الأشقاء تبين أن بعض من جاملناهم عمليا لم يشاورونا عند المصالحة السريعة وبعض من خاصمناهم لاحظوا ان عمان كانت في بعض التفاصيل "طرفا" في نزاع لم ينبغي أن تكون طرفا فيه.
بكل الأحوال، لا احد يستطيع في الخليج او غيره إنكار أهمية الأردن للأمن القومي العربي، لكن نلاحظ نحن من جهتنا ان فترة عدم وجود "مطبخ سياسي" طالت، خصوصا على مستوى إدارة المصالح وتبادل المنافع مع الأشقاء جميعهم، او على الأقل على مستوى التأمل والحكمة في الابتعاد عن مساحة الحساسية بين الأطراف المختلفين.
لا احد يريد أن يقر بذلك في هذه المرحلة على الأقل، برغم ان عمان بقيت دوما بوابة أساسية من بوابات الدعوة للتضامن العربي من دون أن ينتهي الأمر بضمان تحقيق المصالح الأردنية كاملة، هنا أو هناك.
دول الخليج العربي تطور منظومة متكاملة من المفاهيم الاستراتيجية في العلاقات الدولية والإقليمية والعربية، قائمة على المصالح الأساسية وإعادة نظر في شكل وملامح المساعدات المالية، مع تكريس مبادئ تبادل المنفعة بالأحوال كلها.
نلمس ذلك من أصدقائنا كلهم الذين نتعثر بهم من مثقفي وصناع قرار وإعلاميي دول الخليج وما نلسمه أيضا من جهتنا أننا لا نطور في الأردن آليات منتجة تستثمر او تراعي هذه المستجدات أو تستعد حتى للتعامل معها.
باختصار، حجم العتب الذي نسمعه من الأشقاء جميعهم في الخليج كبير بسبب تكتيكات غير مدروسة لمسؤولين تنفيذيين، وهو حجم يبلغنا الآن ان الحاجة ملحة ضمنيا لإدارة ملف العلاقات مع الخليج بعيدا عن كلاسيكات المشاعر القومية وقصة الدور الأمني فقط.. المعنى نحن بحاجة لغرفة عمليات متمرسة وخبيرة في المسألة الخليجية تقوم بواجبها بعيدا عن الأضواء وعن اجتهادات السياسيين والدبلوماسيين البائسة.