وصفي التل بين العنصرية والانتماء
ابن مدينة اربد شمال الاردن ولد سنة 1919 لوالد شاعر مشاكس وام عراقية ،انهى وصفي التل الثانوية في مدرسة السلط ثم انتقل الى بيروت ليدرس العلوم الطبيعية ،عرف عنه انه قومي ومنتمي للقوميين العرب .
عند عودته من بيروت التحق بجيش الجهاد المقدس في فلسطين وحارب بها ولها عام 1948 مدافعا عن ترابها،كان رجلا صلبا صاحب موقف لم يعرف الخذلان ولا الذل ابدا وعنده نظرة سياسية ثاقبة، كيف لا وهو من عارض الدخول بحرب حزيران ،عندما كان رئيسا للديوان الملكي لأنه كان يتوقع الهزيمه للدول العربيه لعدم استعدادهم للحرب ،وفعلا حصل ما توقع وُمنيت الدول العربية بأسوأ هزيمة واحتلت اسرائيل مزيدا من المدن والمناطق .
في عام 1970 حدثت مصدامات بين السلطات الاردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية في ما عرف فيما بعد بأسم ايلول الاسود وكان عندها رئيسا للوزراء ،ودافع وصفي التل عن ارض الاردن كما دافع عن ارض فلسطين وفي عام 1971 اغتيل في القاهرة وهو متواجد لحضور مؤتمر في فندق الشيراتون وقد اغتالته ايدي الغدر من جماعات ايلول الاسود ،رغم ان مدير المخابرات انذاك نذير رشيد حذره من انه مستهدف وليس امن وان هناك معلومات استخبارية حول الموضوع،ولكنه قرر الذهاب ومواجهة الموقف رغم علمه بأن الموت ينتظره، ولا نريد ان ندخل بموضوع ما زال خلافيا حول اغتياله والجهات التي وراءها.
وصفي التل لم يكن يوما عنصريا بل كان قوميا وهو من اطلق مصطلح هانوي العرب اي عمان عاصمة النضال الفلسطيني .
وصفي التل انسان عصامي منتمي وليس عنصري ابدا واذا كان من يحب الوطن ويدافع عنه يقال عنه عنصري فانا ايضا عنصري .
رحمة الله على وصفي التل الذي قاتل مع جنود الاردن لأجل تراب فلسطين كأردني قومي و بنفس المقياس كاردني قومي قاتل وقتل من اجل الاردن.
بعد اربعين عاما على اغتياله عندما يذكر اسمة تذكر الرجولة والاخلاص والانتماء وفقر الحال، وغيره من الرؤساء عندما يقدم استقالته ينسى اسمه في الحال وهذا الفرق بين الرجال بين من يصنع التاريخ وبين من ينساه التاريخ رحمة الله عليك يا شيخ الشهداء.