حسين مجلي لا يزال بيننا !
نقف اليوم، في قصر الثقافة، أحبة حسين مجلي، وأسرته وفلذات كبده، ومَن أسرهم بمواقفه الرجولية والوطنية وشركاء مسيرته، في نقابة المحامين والمنتدى العربي. نقف نستذكر قامة، وطنية، كان لها حضورها على امتداد الوطن العربي من مصر الى دمشق العروبة وبغداد وبيروت وفلسطين بكل مدنها وقراها ومخيماتها .
من فلسطين، يطل علينا صوت وكبرياء بسام الشكعة رفيق رحلته النضالية من نابلس وجبل النار ليقول شهادته بحق، الرجل الذي لم يغادر أمته يوما، وظل لها ممسكا براية العروبة والوحدة في زمن الردة والطائفية والجهوية والإقليمية.
ومن مصر العروبة، وقاهرة المعز وناصر وصوت المحامين العرب الذي كان مسارا لرحلته القومية يأتي صوت المحامين العرب، ممثلا بالمحامي عبد العظيم المغربي ليقول المحامون العرب كلمتهم شهادة حق لرجل ما ترجل يوما عن المشاركة في قضايا الامة .
ومن اليمن فجر العروبة الطالع يقول المؤتمر القومي العربي كلمته بصوت وحضور الأمين العام الأستاذ عبدالملك المخلافي لتكتمل ملامح الامة، التي لن تغيب رغم الليل والظلام الدامس الذي يفرش سواده على أقطار الامة بفعل المتآمرين والمتصهينين .
ولأنه كان كلمة جامعة لا يفرق بين أبناء الوطن والوطن عنده امتداد واحد وقلب واحد يقدم رجل الدولة الذي يحظى باحترام الاردنيين جميعا طاهر المصري شهادة بالرجل الى جانب شهادات أخرى يقدمها رفيق دربه الدكتور هاني الخصاونة والدكتور عبد اللطيف عربيات وهشام الغصيب وفايز شخاترة .
إنهم أحبة مجلي، الذين سيلبون دعوة الحق لتقديم، احتفال يليق بالرجل ومسيرته النضالية، العطرة، من على امتداد ساحات الوطن.
كما اجتمعوا يوم وفاته لدفن رفاته في مقبرة الكتة وكان صوتهم هادرا لرجل يشهد له خصومه قبل محبيه غادرنا على عجل ودون لحظة انتظار أو إشارة إنذار مبكر .
وشخصيا لا زلت أذكر نص استقالته من حكومة معروف البخيت وتحديدا قوله «هناك فجوة واسعة جدا بين الطموحات والإمكانيات.
وان طريق الإصلاح مسدود ومن المحال التقدم على الطريق المسدود» .الى ان يقول «كان اجتهادي أن هناك أردن جديدا يمكن أن يُبنى على أسس جديدة ويمكن أنني أخطأت في الاجتهاد، وخوفا من أن تبتلعني سياسات نقيضة لقناعاتي فإنني أقدم لكم استقالتي . كم هي كثيرة تلك المواقف والكلمات التي جمعتنا والتي يصعب أن ترحل من الذاكرة، مئات منهم اليوم سيبكون مجلي الحاضر الغائب ومئات منهم لن يكون بمقدورهم حبس دموعهم وهم يرونه أمامهم ماثلا للعيان بصوته الهادر الذي كان و سيبقى منحازا لدولة العروبة الواحدة، كم هي لحظة صعبة أتمنى أن أهرب منها لكني لن أستطيع الهروب ولن أستطيع تخفيف الحزن بالبكاء!! فأنا من نفر يعتقدون أنه لم يرحل بعد ومازال حاضرا ليقول كلمة محمود درويش «قل للغياب نقصتني وانا حضرت لأكملك».
صديقي وميض حسين مجلي كم هي صعبة تلك الحياة التي لا خيار لنا فيها ولا وداع ..!