هؤلاء هم «عسكر أبو حسين»..!


 

لم تنحن الجباه كثيرا للجندي الاردني الباسل عصام محمود حمد الحراحشة الذي رفض الرشوة مقابل التهريب من سوريا الى الاردن.
فهذا المغوار الاسمر رفض دخول اشخاص مجهولين لا نعرف هويتهم او جنسيتهم، قد يكون في اجندتهم تنفيذ عمليات ارهابية ضد الأردن وضيوفه.
رئيس هيئة الاركان المشتركة الباشا مشعل الزبن لم يتوان عن تقدير هذا الجندي المرابط من أجل أمن الاردن واستقراره على الحدود الشمالية، فكافأه بترفيع استثنائي من جندي/2 الى جندي/1.
وهذا «الوطني جدا» ابن عشيرة بني حسن سطر قصة انتماء وولاء تدرّس على مستوى الوطن لتؤكد ان «عسكر ابو حسين» لا يبيعون امن وطنهم وشعبهم وعرشهم، لا بالغالي ولا النفيس» لان الاردن في معتقداتهم اغلى من كنوز الدنيا كلها.
الجندي الحراحشة واشقائه البواسل في الجيش العربي المنتشر على حدودنا الشمالية والشرقية لمنع الارهاب من التسلل إلى الإردن لم يحظ بذلك الاهتمام الرسمي والشعبي وحتى النيابي.
فلو ان الذي حصل عكس ذلك «لا قدر الله» لأصبحت سيرة هذا الجندي وقواتنا الباسلة سيرة على كل لسان. وسؤالي اين ذلك الاعلام الوطني من هذه البطولة التي من شأنها ان ترفع معنويات العسكر المتأهبين 24 ساعة والذين لا ينامون الليل من اجل سكينتنا وراحة بالنا وحماية عوائلنا واطفالنا ونسائنا وشيوخنا.
فهؤلاء الذين تركوا ابناءهم امانة في اعناقنا لا يحتاجون منا اكثر من «شكرا» او الله يعطيكم العافية، وان يقرأوا في اعلامنا خلال دقائق استراحاتهم على هواتفهم الخلوية ما يسر قلوبهم بان سهرهم على حماية حدودنا يزيد جبهتنا الداخلية تماسكا ونفيرا ضد الارهاب والارهابيين.
ما فعله الجندي الحراحشة يجب ان يكون عنوانا لندوات وفعاليات في جامعاتنا ومدارسنا واحزابنا ونقاباتنا ما دمنا نتدافع في الدعوة الى رفع منسوب الولاء والانتماء للوطن وشعبه وعرشه.
ورفض الرشوة من قبل «ابن قفقفا» لا يقل في المفهوم العسكري عن مواجهة متسللين ودحرهم حتى لا يعيثوا في الاردن فسادا ولا في عمان ومولاتها وسفاراتها تفجيرا أعمى.
وسؤالي الى نوابنا الاكارم، الا يستحق الجندي الحراحشة تحية اجلال وافتخار مثل شهداء عملية الكنيس اليهودي في القدس. أليس هذا الشاب المجبول على حب الاردن وعشقه منذ خروجه الاول على هذه الحياة قد يكون بنزاهته منع عملا ارهابيا ربما لو حصل كان بمثابة الشعرة التي تقطع تماسك جبهتنا الداخلية.
آلاف الدنانير التي رفضها ابن الحراحشة كفيلة بان « تخرس « كل تلك الاصوات التي دأبت على ان تكون في صفوف الطابور الخامس وان تعمل على المس بسمعة وقدرات فرسان وبواسل قواتنا المسلحة باشاعاتها الكاذبة لخلخلة جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية التي احبطت كل المؤامرات لاستهداف امن الاردن واشاعة العنف والدمار والفوضى والقتل بين جميع مفرداته الوطنية.
في هذا المقام، يحضرني مثل انجليزي عسكري يقول «لا تسأل جندي فاسد لماذا انت فاسد، بل اسأل من هو قائده؟». ولذلك فما اقدم عليه الجندي الحراحشة اشارة ودليل على نزاهة كل قادتنا العسكريين في الميدان وان لا هم لهم الا امن الاردن واستقراره.
فكل البواسل على الحدود جاهزين للنفير لانهم مؤمنين بنور الرسالة الهاشمية المحمدية وانهم على ما يرضي الله، ولأن في ظهرهم ملكا وشعبا يعشقون الشهادة لإحقاق الحق وإزهاق الباطل.
فيا ابن الحراحشة زدتني افتخارا باني «اردني» واليك ورفاقك في السلاح تحية مملوءة بالعز والافتخار والدعاء بان يثبتكم الله في جهادكم وان ينصركم نصرا مبينا على ثقافة المفخخات والقنابل العمياء واصحابها.