التطرّف والإرهاب
التطرف والإرهاب
الدولة اليهودية والدولة الإسلامية
لا شكّ ان هناك اوجه شبه متقاربة نوعا ما بين الدولة اليهودية المتطرفة والمعروفة باسرائيل والدولة الإسلاميّة المتطرّفة والمعروفة بداعش وكلاهما خطر على العروبة والإسلام ودولها وشعوبها خاصّة في منطقة الشرق الأوسط خلافا للعقيدة المعلنة لكل منهما.
فكيان الدولة اليهوديّة حسب ما اقرّه الكنيست الإسرائيلي مؤخّرا وحسب ما تطالب به الحكومة الإسرائيليّة بانتزاع اعتراف فلسطيني وعربي ودولي بيهوديّة الدولة واعتبار ارض فلسطين هي الوطن القومي للشعب اليهودي حسب ما جاء في وعد ارثر بلفور وزير خارجية بريطانيا العظمى عام 1917 وما يترتب على هذه التسمية بعد الإعتراف الاممي بها من طرد للعرب الفلسطسنيون سكان الارض العربية المحتلّة عام 1948 وتنفيذ ما يسمّى تبادل الاراضي بين منظمة التحرير الفلسطينيّة الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني واسرائيل وما يتبع ذلك من طرد وتشريد وتجويع وقتل جزء من الشعب الفلسطيني وذلك الكيان ينضوي تحت جناح وحماية الإدارة الأمريكيّة ولم تنل اسرائيل اعتراف اي دولة بها فبل عام 1948 وعندما اعترفت بها الأمم المتحدة كان اعترافا مشروطا بالإعتراف بحقوق الفلسطينيّين اهل الارض الاصليّين واعادة اللاجئين لأراضيهم ولم تلتزم دولة الارهاب بذلك حتّى الآن .
والكيان الوليد في الظلام تحت اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام والتي تعرف بداعش والتي لم تحظى باعتراف اي دولة حتى الآن وهي تريد ان تستولي على اراض من العراق وسوريا واستعباد السكان الأصليّين لتلك الأراضي وإنشاء دولة ارهابيّة متطرّفة وبمساعدة الإدارة الأمريكيّة التي تعمل بالخفاء من جهة تموّل الإرهابيّين ومن جهة اخرى شكلت تحالفا عربيّا غربيّا لمحاربة تلك الدولة لمنع تمدّدها خارج المنطقة المحدّدة لها مسبقا للتخلّص من النظام السوري الحاكم كما تم التخلّص سابقا من النظام العراقي السابق وقد صبغ الامريكان هذه الدولة بالصبغة السنّية لغايات حرب سنّية شيعيّة مستقبلا تخلط فيه اوراق عديدة ويشارك فيها سوريا والعراق ولبنان وايران ودول عربيّة اخرى وتكون هي الحرب التي تحدّد خريطة الشرق الأوسط الجديد والكبير بزعامة دولة الإرهاب اليهوديّة بعد ان تكون الحرب قضت على الشيعة والسنّة معا .
وتتشابه الدولتان الإسلاميّة واليهوديّة ان كلاهما على اراض مسلوبة من اصحابها وانهما من تمويل وتسليح امريكي وانهما يعتمدان في وجودهما على انهما دولتان طائفيّتان وان لكل منهما برنامج طموح يمتد على اراض واسعة وان كل منهما يقوم على برنامج اقتصادي باستغلال ثروات الاراضي التي تسيطر عليها وان العناصر المقاتلة في كل من الدولتين هم من مختلف الدول اي من منابت عديدة واصول مختلفة لا يجمعها سوى حب القتل والظلم والإرهاب .
والغريب ان الأمريكان استطاعوا ان يوحدو عشرات الدول لمحاربة داعش وقصفها ومطاردتها على اعمال ارهابيّة يقومون بها وتعرض اعلاميا من باب الضغط والإبتزاز بينما تفوم بمحاباة اسرائيل ومدّها بالاسلحة غير المشروعة والتي تستعملها كأسلحة دمار شامل ضد الفلسطينيّين سرّا وعلنا على رؤوس الأشهاد وبالتصوير الحي والمباشر وتمنع العالم من إتّخاذ اي قرار دولي على الأقل لإدانتها ضد اي عدوان تقوم به باستخدام حق الفيتو الذي يجسّد هيمنة الدول الكبرى على الدول الأخرى وشعوبها وزعماء دول عربيّة كثيرة تمشي في الركاب الأمريكي ذاك تحت مسمّيات الصداقة والتعاون والتنمية والمساعدة وغيرها .
وهكذا حيث كان في العالم قطبين قويّين قبل انهيار الإتحاد السوفيتي اواخر الثمانينات من القرن الماضي وكان هناك حسب ادعاء امريكا محاور للشر من ايران وسوريا وكوريا الشماليّة في تسعينات ذلك القرن فيوجد الآن قطبين للإرهاب هما داعش واسرائيل يمتازان بعنادهما وعدم تقيّدهما باي قرارات دوليّة ويحلِّلان قتل من ليس منهم .
لذلك ولكي يرتاح العالم من الإرهاب يجب ان تعمل شعوبه على الخلاص من قطبي الإرهاب والحاضن لهما الإدارة الأمريكيّة فتنتهي الحروب وتستطيع الشعوب المغلوبة على امرها حينذاك من انتزاع حقوقها وحرّيتها من جلاّديها وتستطيع تطبيق الديموقراطيّة والعدالة والمساواة بعد ان تُخرّج من رحمها مسؤولون منتمون لأوطانهم يكون همّهم تنمية ورفاه شعوبهم وعندها لا يكون هناك خوف من داعش او اسرائيل .
اللهم احمي الاردن ارضا وشعبا وقيادة من اي إرهاب وأبعِد عنه اي اخطار واجعله سالما آمنا من كلِّ شرْ .
احمد محمود سعيد
28 / 11 / 2014