لجنة الحوار الوطني ينقصها الحكماء في السياسة و الاعلام

. كتب- الكركي الملثم - فجعت الاوساط السياسية والشعبية و الاعلامية في الاردن من تشكيلة لجنة الحوار الوطني التي أعلنت حكومة معروف البخيت عنها مساء اليوم الاثنينو بالاخص تعيين الزميل موسى برهومة والزميل محمد ابو رمان والاكاديمي لبيب القحماوي اعضاء بها . لجنة الحوار الوطني التي شكلت على وقع الاحتجاجات الشعبية العارمة التي أجتاحت البلاد ، ممكن أعتبارها بانها الاختبار الاول الذي فشلت الحكومة في أدارته ، فاخناق لازال يضيق على صدر الحكومة ، و الهدنة المصطنعة مع الاسلاميين ما هي الا بلون أختبار أن افترضنا قبول قيادات الحركة الاسلامية به ، فتيار التشدد غاب بالكامل و لم يحضر في تشكيلة اللجنة الا قيادات تيار الحمائم ، ولهم مع البخيت في حكومة الاولى تجربة في الانتخابات البلدية و النيابية لا أعتقد أنه من اليسير على صقور الاخوان المسلمين نسيانها . الحكومة خسرت ورقة الدعم الاعلامي ، بفعل أختيار ممثلين غير ملائمين و لا مقبولين في الوسط الصحفي و السياسي لتمثيلهم في اللجنة ، و بفعل أختيارها لزميلين أعلاميين لهم مواقف سياسية تاريخية لا ترحم و لا تغتفر . ليس ثمة ما يبشر في الخير أو الامل على صعيد مهام اللجنة التي تولدت في ظروف مشوهه ، وليس هناك بشائر واضحة لتخفيف من حدة التوتر و لا الاحتقان في البلاد ، بعدما فضحت الحكومة نفسها بتشكيل لجنة تخفي سياسة أختيارها عن محاصصة عمياء وسط وقع الخوف من الاسلاميين و استثناء الفاعلين الحقيقين على مستوى السياسة و المجتمع و الاعلام . الطريق واضح جدا أنه مسدود ، و الافق معدوم ، و لا أمل على الاطلاق في أنفراج قريب لعملية الاصلاح السياسي في بلاد تركن مهامه الصعبة لاشخاص لا يحبونه ، و يقذون في عورته ، يشتمون سلطاته ، و يعلون منابر الغرب و الشرق لقدحه ، و الاستهتار بكموناته الاجتماعية و الشعبية ، وعزز ذلك ظهور اسم الفحماوي بين تشكيلة اللجنة التي ستقود البلاد الى الاصلاح السياسي . ومنذ اللحظة الاولى لاعلانها، لاحقت صفة الفشل اللجنة ، بعدما بدا واضحا أن حضور برهومة و ابو رمان بها لتمثيل الاعلام عن يتخطى سقف العلاقات الشخصية للرئيس ورضوخه لضغوطات الاصدقاء و الاقارب و التصفيات البينية للازمات و الاحتقانات و للحسابات مع الحكومات السابقة ، و العلاقة الديكورية مع الاسلاميين التي يدور في فلك الحكومة منها الا قيادات تطمح لمواقع حكومية لا دور المعارضة السياسية الشعبية و التاريخية للاسلامين . وهناك مشكلة واضحة و جلية في اللجنة ، وهي أدوات الرفض السياسي الشعبي ، مازالت راكدة في المجتمع ، و تتربع على وجدان الاردنيين ، و ليس برهومة و الفحماوي و ابو رمان هم ذاكرة المعارضة التي أستعارت الحكومة بهم في تشكيلة اللجنة . فاطياف الرفض التقدمي و الاصلاحي ، بنكهاتهم الاردنية الحقيقة باقون و لا يشاركون في لجان ديكورية وتنفيعية ، ولعها الركاكة بحد ذاتها بمشروع البخيت الاصلاحي كامل عناصر لجنة الحوار الوطني ، و لعلها همزة الوصل التي تقصم ظهر الحكومة ، لا بل أنها نهاية الاصلاح السياسي في الاردن .