«بينو» حين يقول لا أقبل «التجديد أو التمديد»

حين يقول رئيس هيئة مكافحة الفساد «الباشا» سميح بينو بشكل واضح: لا أقبل التجديد أو التمديد في جلسة مصالحة ومكاشفة نظمتها وزارة التنمية السياسية والشوؤن البرلمانية مع امناء الاحزاب فهو كلام له دلالته وأهميته.

بمنتهى الوضوح كانت جلسة مهمة تكشف حقيقة الدور الذي تقوم به الهيئة في مكافحة الفساد وفق ما يسعفها القانون الذي تعمل تحت مظلته وفي إطار من الحرص الوطني على أن تكون الحرب على الفساد بكل أشكاله وسيلة لتعزيز أجواء الاستثمار لا أن تكون وسيلة طاردة للاستثمار.
فقد أطلع الباشا الحركة الحزبية الاردنية على طبيعة الدور الذي تقوم به الى جانب استعداد الهيئة لعقد لقاءات خاصة بكل حزب في إطار مفهوم الشراكة الوطنية لتمكينهم من الاستزادة بكل الحقائق التي يرغبون بمعرفتها، دون المساس في أليات عمل الهيئة.
ما يعنيني هنا هو الحديث عن الفساد الانطباعي وليس الحقيقي، حيث نجد انتشار ظاهرة الحديث عن الفساد دون أدلة أو حقائق ملموسة أو من خلال ما يعرف بظاهرة اغتيال الشخصية، وما يعر ف أحيانا بخلط الاوراق دون تمحيص أو تدقيق.
ولفت انتباهي فيما تطرق اليه رئيس هيئة مكافحة الفساد الحديث عن استرداد الاموال الذي يخضع لقرارات النيابة العامة والقضاء وليس لسلطة الهيئة تحديدا مبينا ان الهيئة تحول شهريا ما بين 60 - الى 70 قضية للمدعي العام وتتابع ما يجري في إطار الاستفادة من نتائج التحقيقات في عمل الهيئة وتطويره.
وهناك قصور في قانون الهيئة الصادر عام 2006 وحتى مع التعديلات التي طرأت وخاصة في مجال الفساد السياسي حيث لا يمكن القانون الهيئة من التعامل مع ما يعرف بالمالي السياسي الذي برز بشكل واضح في ملف الانتخابات النيابية ويحتاج القانون الى تطوير أو تعديل لتلبية متطلبات العمل اليومي الذي يكشف عن احتياجات تشريعية وفق التجربة العملية.
عمل الهيئة مهم وهو جزء من استحقاق وطني كبير يفترض ان تتولاه جهات عديدة لها أدوار الرقابة التشريعية والقضائية.
تبقى مسؤولية الهيئة هي جزء من المسؤولية الجماعية الوطنية حيث نحن «جميعا شركاء في مكافحة الفساد» وخاصة حين نعلم جيدا، أن الفرق بين تقاعد رئيس الهيئة وراتبه الفعلي لا يبلغ سوى 176 دينارا فقط،لكنها الرغبة في العطاء والعمل وخدمة الوطن هي التي تفرض شروطها علينا.
أعترف أنني استمعت،الى إيضاحات مهمة، في ملف الفساد، سواء مما طرحه رئيسها أو وزير التنمية السياسية أو حتى امناء الاحزاب الذين سعى البعض منهم ليحمل ما يقوله الناس وهواجسهم في جلسة مصارحة ومكاشفة كانت مثمرة ومهمة وعلى الدرب الطويل نسير جميعا وهاجسنا الوطن وخلاصه وسلامة مسيرته.