«عليكِ اللّهفة» يا أحلام!

«حين يستجوبني حبك
على كرسي الشكوك
عنوة يطالبني بالمثول
يأخذ مني اعترافاً بجرائم لم
أرتكبها».
كما شاءت الكاتبة أحلام مستغانمي، ذهبتُ بـ»لهفة» كي أشتري كتابها الأخير «عليكَ اللّهفَة» الذي بات مثل باقي مؤلفاتها مثل «قطع الشيكولاتة» التي ينتظرها «المراهقون والمراهقات»، بعد ان عرفوا صاحبتها و»تذوّقوا» إبداعها عبر أكثر من اربعين عاما.
ولا أستثني نفسي منهم. حتى لو كنتُ كاتبا عاشقا لمثل نصوص كتابها.
عرفتُ أحلام مستغانمي ككاتبة لأول مرة من خلال كتابها الصغير «النثري» الصادر عن دار الاداب في بيروت عام 76 وكان بعنوان «الكتابة في لحظة عُري».
وكان يجمع بين المقالات والخواطر ولم اكن قد عرفتُ بعد أنها ستصبح واحدة من اهم الروائيين العرب خاصة بعد رواية «ذاكرة الجسد».
وها هي «أحلام» تعود الى كتابة النصوص النثرية او التي هي أقرب الى «البوح». و»الصرخة» الأُنثوية، وبكل ما اعتدنا عليها من جرأة لا تخدش «الحياء» بقدر ما تخدش
«الحياد العام».
تقول احلام في نص بعنوان «أبدا لن تنساني»:
«الحب ليس الاّ ترى عيناكَ أحدا سواي
بل أن أكون بينكَ وبين مَنْ ترى».
هي كتابات تبحث عن الحب والفرح «السرّي» في الزمن العربي «الدمويّ». والكاتبة أحلام مستغانمي لا تتوقف عن»الصهيل» رغم طول المسافة وسوء أحوال الطقس العربي.
«ليس بوسع الحبّ فضّ الاشتباك في قصّة على هذا القدْر من الجنون، فأنا أخاصم نصف العالم لأنّه يعرف أنّي أحبّك ولا أغفر للنصف الآخر أن يجهل من تكون».
كتاب»عليكَ اللهفة» جمع نصوصا وخواطر كتبتها احلام ما بين الجزائر وبيروت منذ عام 1973 وحتى العام الحالي 2014 . وكل عنوان من عناوينه يصلح ان يكون عنوانا للكتاب. ولعل روعتها تكمن في صدق كاتبتها التي جعلتها تتسلل الى مخادع الشباب والصبايا وتترك تحت وسادة كل واحد منهم ومنهن» لهفة لحبيب واشتياقا وانتظارا ربما لا يجيء».
تقول أحلام:
«منذ الأزل
تموت النساء عند باب قلبك
في ظروف غامضة
فبجثثهن تختبر فحولتك
وبهن تسدد أحزانك الباهظة
أنت الذي بمنتهى الإجرام..
منتهى الأدب
تغير أرقام قلبك
إثر انقطاع هاتفي
كما تغير الزواحف جلودها
كما تغير امرأة جواربها
عسى تجن امرأة بك»
صباح «اللهفة» يا أحلام!