هبة نيسان
ما تزال هبة نيسان -التي قام بها بعض الأردنيين تشكل نقطة انطلاق لدوام المطالبة بالإصلاحات التي رفضت في تلك الهبة وما تزال الحكومة عاجزة عن الاستجابة لتلك المطالب-. فالحكومة ما تزال قائمة وموجودة بنفس الأسلوب الذي تشكل به الحكومات من خمسين سنة وأكثر..
ومجلس النواب لا يزال قائماً بناء على انتخابات غير حرة.. ومقاطعة من قبل أحزاب المعارضة والنقابات والشخصيات الوطنية.
وقانون الانتخاب ما زال يعتمد الصوت الواحد وإن كان قد أوجد طريقة ملتوية بانتخاب قائمة إلى جانب الصوت الواحد.. وقد فشلت هذه الطريقة في تغيير مضمون أو شكل مجلس النواب الذي جاء في غالبيته موالياً مثله مثل المجالس السابقة التي نشكو منها.
ولم يستجب المسؤولون لمطالبات المواطنين بتشكيل حكومة وطنية من أحزاب الموالاة والمعارضة والنقابات والشخصيات الوطنية.. على أن تتولى هذه الحكومة إجراء انتخابات حرة ينبثق عنها مجلس نواب يمثل المواطنين تمثيلاً حقيقياً وعلى أن ينبثق عن ذلك المجلس حكومة وحدة وطنية مشكلة من الشخصيات الموالية والمعارضة والأحزاب والنقابات والشخصيات الوطنية.
والظاهر من مجرى الأمور وأوضاع البلد أن بعض المسؤولين لا يريدون الإصلاح ويقومون ببعض الإجراءات التجميلية السطحية لامتصاص غضبة المواطنين ومظاهراتهم التي لا تنقطع بالمطالبة بإصلاح حقيقي. إننا من منطلق المحافظة على المصلحة العامة ومصلحة المسؤولين أنفسهم.. نرجو أن يتغير هذا السلوك المستمر في تجاهل مطالب الناس وخاصة أن بلدنا هو واحة الاستقرار والسلام الوحيد في منطقة مضطربة.. ونحن نرى دول الجوار وقد سادتها الفوضى والانقسام وتشرد الملايين من سكانها هرباً من القمع وتجاهل مطالبهم في الحرية والتنمية والديمقراطية.
إن على المسؤولين أن يعلموا أن الاستجابة لمطالب المواطنين هو الضمان الوحيد لاستمرار السلام والاستقرار في هذا البلد.. اللهم هل بلغت..
نرجو ذلك.