نسمات في الاصلاح
لا أدري من المسؤول عن حالة الابطاء في الاصلاح المنتظر , نحن لسنا بحاجة الى الخطابات الرنانه والجمل التي تسر السامع من قبل الحكومات المتعاقبه والتي من خلالها تحصل على ثقة البرلمانات المختلفه , ولكننا بحاجه الى إصلاح منهجي مدروس يرى النور عن طريق خطوات وقرارات سريعة الايقاع وواضحة المعالم والنتائج .
لا أدري هل بإستمرار الحديث عن مكافحة الفساد وتطبيق مرن لمبدأ العداله الاجتماعية وتكافؤ الفرص والذي هو من البديهيات لاية عملية اصلاح سياسي او اقتصادي او حتى تربوي هو ضرب من الخيال ,ولدي هنا بعض من التساؤولات أود ان اطرحها وهي :
هل يتم الاصلاح عندما يتقاضى المسؤول مبلغا" كبيرا" من المال يقدر بالالاف من الدنانير شهريا" وذلك عباره عن بدل سكن له وبالمقابل يمكن بنصف ذلك المبلغ سنويا تعيين عشرة موظفين وبرواتب جيده , وهل يتم الاصلاح بالابقاء على العدد الهائل من المستشارين والموظفيين والمسؤولين بعقود كبيره وبلا فائده أو انجاز منتظر , وايضا" لا ادري هل يتم الاصلاح بشراء برميل النفط بمئة دولار امريكي ويمكننا من المخزون الوافر من الصخر الزيتي بانتاجه بسبعين دولار للبرميل الواحد , وهل يتم الاصلاح أيضا" بوضع مسؤول يتصرف بمؤسسته كأنها ملك خاص له ولعائلته فتراه برفع الرواتب لبعض الموظفين تارة " ويخفضها تارة أخرى , وهل يتم الاصلاح والتغيير بتعيين المستشارين من أبناء الذوات وفي ظل عدم استقرار القرار , وهل يتم الاصلاح المنشود بوجودهذا العدد الكبير من الموفوضيات والهيئات المختلفه لادارة وتنظيم القطاعات الحيويه المختلفه والتي تتشابه بالمهام والاهداف وتختلف بالمسميات وهذا كله وبالاضافة الى إثقال للميزانية العامه للدوله للرواتب العاليه والامتيازات المختلفه ,وهل يتم الاصلاح المنهجي أيضا" بإحالة المسؤول في بلدنا على التقاعد وارجاعه للعمل بمكان اخر بعقد وراتب جديد يعادل اضعاف الراتب التقاعدي لذلك المسؤول , وهل يتم الاصلاح المنشود الكامل والشمولي بعدم تفعيل مبدأ المسائله والمكافئه على قدر الانجاز وتحقيق النجاح لجمييع المسؤوليين , وهل يتم الاصلاح بهذه العزله الحكوميه للحكومات المتعاقبه وانا هنا لا أعمم الامر ولكن على الاغلب فأنت لا تستطيع مقابلة اي مسؤول أو وزير لعرض مشكلتك عليه , بينما سيد البلاد حفظه الله والذي هو رمز العزة والكرامة لكل الاردنيين الشرفاء في تواصل دائم مع كافة فئات المجتمع وبيت الخير الهاشمي يستقبل المئات من المواطنين يوميا" لحل مشاكلهم ,تلك هي بعض من اسئلة" كثيره اطرحها على نفسي كل يوم .
إن الاردن وبالظروف الصعبه الراهنه بالمنطقه يتطلب منا الوقوف وقفة شجاعه والعمل الجاد لتفعيل وممارسة الاصلاح الشامل والعادل لجميع فئات المجتمع , والذي يعتمد بمفهومه العام على الانجاز ,من تفعيل لدور العداله الاجتماعيه ومحاربة الفاسد والفساد واسترجاع أموال الوطن من الذين تثبت ادانتهم والابتعاد عن ربط السياسة بالمال ورجال الاعمال .
يوجد عجز تراكمي كبير بالموازنه وتحيط بنا بؤر توتر وثورات بالبلدان العربيه من جهه ومشكلة السلام والحل العادل للقضيه الفلسطينيه من جهه اخرى , ولكن الاردن شامخ بأهله وغني بثقافة شعبه وولائه وانتمائه وقادر بإذن الله على تجاوز هذه الظروف الصعبه , وهنا لا بد من الاشاره الى أننا لا نحتاج الى تجديد الولاء والانتماء , لإن الولاء والبيعة لسيد البلاد كالروح للجسد , متى خرجت الروح مات الجسد .
نحن بحاجه الى خطوات جاده ومدروسه لمكافحة الفساد بشكل عام , ولمكافحة الفساد الاداري بشكل خاص والذي هو من أخطر أنواع الفساد على الاطلاق ولا بد هنا من اتباع نهج النبي عليه السلام بإستئجار القوي الأمين وأشدد هنا على كلمة الأمين .
لا شك أنها حقبة تنوء بثقل لا يقوى حملة الا من كان الحق والعدل دليله وهدفه توسيع دائرة
الرخاء والخير لعامة الناس والحفاظ على عزة قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية التي لها من الجميع كل واجبات المحبة والدعم .
وعليه يمكن القول وبتفاؤل شديد أنه من المؤمل أمام صدق حركة رئيس الوزراء وجديته التي تدل على همته العالية أن المستقبل سيشهد إحداث نقله هامه في الاصلاحات المطلوبة فلقد مل الانسان بريق الكلام الذي هو كالسراب يحسبه الظمآن ماء , الا انه كان امام معضلات الحياة وتصاعد وتيرة التزامتها ليس لديه إلا الصبر والصمت والامل, وحمى الله الوطن ومليكه المفدى .
الدكتور / مصطفى خليل الفاعوري
14/3/2011