الأردن.. بخير
ملحوظة مهنية لمجمل المشهد الإقليمي، وحال الدول العربية هذه الأيام تقود المنصف إلى استنتاج مباشر بالقياس والمقاربة والمقارنة والاحتمالات والسيناريوهات عنوانه العريض "الأردن بخير". .. نعم الأردن بخير، ليس على المستوى الاجتماعي والأمني أو على مستوى قيادته الشابة التي تتحرك بمبادرات طيبة وخلاقة في كل الاتجاهات، ولكن ايضا على صعيد التضحيات التي تقدمها المؤسسات السيادية المعنية بالأمن والاستقرار. لا ينقصنا في الأردن شيء، واستنادا إلى صديق خبير نحن في أفضل الأوضاع إقليميا وأمنيا ودوليا، قياسا بالكوارث والحرائق حولنا وفي جوارنا، والمطلوب حصريا أن نتقي الله بوطننا وببلدنا، وترتقي نخبنا في البرلمان والعمل السياسي والإعلام إلى مستوى الأداء الرفيع للقيادة المرجعية. الوطن العربي في أسوأ أحواله وأوضاعه منذ بداية القرن والدول التي خرجت عن السكة وأصبحت فاشلة متعددة، والتي تعافت بصعوبة تعاني الأمرين ولا تزال تلتهمها الاحتمالات خصوصا بعد حفلة الربيع العربي. بقية الدول العربية وللأسف، إما متحنطة او تنتهكها شتى أنواع الانتهاكات والصراعات، وتعيش في أوضاع "غير مستقرة"… الحمد لله، نحن في الأردن بخير حتى الآن برغم عمق أزمتنا الإدارية والنخبوية والإعلامية واحيانا البرلمانية والسياسية. نحن بخير لسبب بالتأكيد، ولأن المئات من الشرفاء في الإدارة الأردنية على كل المستويات وتحديدا على المستوى السيادي يعملون بصمت وصبر الرجال وبهمة عالية.. نحن بخير لأن دولتنا ما زالت صلبة، وينبغي أن تبقى برغم صراعات وأجندات بعض أولادها الذين يسيئون لأنفسهم وللجميع عندما يرفعون من شأن مصالحهم الضيقة. ونحن بخير لأن قيادتنا مرنة متحركة تقرأ العالم والمنطقة بعناية. لدينا مشكلات بعضها جدي واستراتيجي، وبعضها معقد، ولدينا أوضاع لا نستحقها كأردنيين، ونتعايش مع نخب لم تختر بعناية، وكلفتنا الكثير.. لكن برغم كل ذلك لا يزال مجتمعنا نقيا وطيبا ومؤمنا، ولا يزال المواطن الأردني يستحق رفع القبعات احتراما على إيمانه الــذي عبــــث به بعــــض المخفقــــين إداريا وبيروقراطيا. .. نحن بخير، وينبغي أن نعمل جميعا على أن نبقى بخير.. هذا هو التحدي قبل الانتقال لسؤال التحدي التالي: ماذا بعد ؟