يوم في جامعة الحسين

أمضينا سحابة يوم الاثنين الماضي ــ رؤساء تحرير الصحف اليومية ــ في جامعة الحسين في معان، صحبة رئيس الجامعة دكتور الهندسة الكيميائية ــ الصديق والجار ــ طه الخميس، الذي اصر على تعريفنا بالجامعة وما تضم من انجازات لافتة، لكنه لم يصمت على ما يعترض طريقه من سلبيات.

قبل وصولي الى الجامعة تجولت والمصور المبدع محمد الرفايعة في شوارع معان، فكانت هادئة وصامتة وأعْين المواطنين حائرة تتحدث اكثر من الالسن، كما كانت الجامعة ايضا، هادئة الى حد السكون، وهذا ما فسره الرئيس اكثر من مرة، اذ لم تشهد الجامعة عنفا طلابيا منذ نحو عام ونصف العام.

في جامعة الحسين، التي ترى فيها تأريخا لمرحلة الراحل الكبير مثبتا على زاوية مهمة في مكتبتها العريقة والانيقة، والتي تباهي اعرق المكتبات في الجامعات الاردنية والعربية، كما فيها تطور بالغ الاهمية بالاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة والتواصل من خلال المركز الكوري للمعلومات، تخيلوا الحكومة الكورية تتبرع للجامعة بمختبرات تعليمية تكنولوجية بما يقارب المليون ونصف المليون دينار، فتقوم الجامعة وفاء لذلك بتسمية المركز باسم: "المركز الكوري لتكنولوجيا المعلومات.."، ولتقدّروا معي الفائدة التي تعود على كوريا من جراء اطلاق هذا الاسم، امام طلبة الجامعة وزوارها، فلماذا لا يتبرع القطاع الخاص في الاردن لجامعاتنا ويستغل هذا التكريم والتخليد الذي يعود عليه بفائدة لا تقدر بثمن؟.

لم يخف رئيس جامعة الحسين ــ مثلما يفعل ايضا اقرانه في الجامعات الاخرى ــ الازمة المالية التي تمر بها الجامعة، والتي تصل الى مرحلة تسول الرواتب من البنوك اخر الشهر، لكن رئيس جامعة الحسين، يبدي استغرابه من تأخر الحكومة في الموافقة على مشروع الكهرباء البديلة التي تقدمت به الجامعة، بناء على دعوات حكومية بضرورة تعظيم الاستفادة من الطاقة الشمسية، والتي يؤكد الخميس ان تنفيذ هذا المشروع سوف يعالج الخلل المالي في الجامعة خلال سنوات، ويساعد في تطوير برامجها الجامعية ومبانيها التي استفادت مؤخرا من المنحة الخليجية.

في جامعة الحسين اذاعة نشطة وفعالة لطلبتها والمجتمع المحلي، وفيها مركز دراسات وتنمية للمجتمع يتفاعل مع محيطه بناشطيه عاكف البدور وبشير كريشان، وفيها قسم للعلاقات العامة والاعلام بمتابعة رابعة كريشان، واساتذة اجلاء مؤمنون برسالة التعليم وضرورة تعديل مساراته.

بكل الاحوال تدهشك جامعة الحسين في معان، لكن ما يدهش اكثر، بقاء الجامعة رابضة على أراض لا تغطيها الاشجار الخضراء، وما حولها لا يزال اراضي جرداء جافة، وبلا خدمات تقدم للطلبة، ولم تحقق الجامعة حتى الآن معادلة انعاش المنطقة الموجودة فيها، كما فعلت ذلك جامعتا اليرموك ومؤتة.