الامن الوطني مسؤولية الجميع
... كان الامن وعبر سنوات طوال يعرف على انه حماية حدود الدولة الجغرافية من اية اخطار عسكرية ، حيث كان التركيز أنذاك على نشر القوات العسكرية على الحدود وابقاء حالة التأهب لايء طارىء ربما يحدث ، وعبر مرور السنوات التي اعقبت الحروب الكبرى وانتهاء الحرب الباردة اصبح مفهوم الامن يزداد شمولا" وتوسعا" ولم يعد هذا المعنى صالحا" لمفهوم الامن ، كون مفهوم الامن التقليدي لدى معظم الناس كان يرتبط بكيفية استعمال الدولة لقوتها العسكرية ضد اية اخطار تهدد استقلالها وسلامة اراضيها ، اما اليوم فقد اختلف مفهوم الامن لدى الدول والشعوب والمنظمات وغيرها واصبح يشكل الهاجس الاقوى والهدف المحوري وبات يوضع في اولوية السياسات لما له من اهمية قصوى في الحياة اليومية للافراد وخاصة في ظل ظهور وانتشار الارهاب بكافة اشكاله وانواعه واهدافه ومع تطور الحياة المعاصرة وانتشار عصر العولمة والتكنولوجيا والاقمار الاصطناعية وعصر الانترنت وغيرها من موجبات التقدم ، تغير هذا المفهوم واصبح يشكل منظومة امنية متكاملة فاصبح هناك الامن الوطني والامن الاقتصادي وهو الاستقرار المالي للدولة والافراد والامن الاجتماعي والاسري والامن الوظيفي والغذائي والمائي والامن التوعوي وحتى اصبح هناك الامن التربوي من خلال صياغة مفاهيم واليات وبرامج وخطط عمل تربوية لتقديم ما هو افضل للمناهج الدراسية ، يضاف الى ذلك الامن الفكري وهو ضمان عدم تدخل موروثات خارجية للغزو الفكري ولا ننسى بان نذكر هنا الامن الاعلامي الذي بات يشكل ركيزة وطنية كونة لسان الشعوب على صفحات الورق والانترنت ، والامن في اللغة أمن يأمن فهو آمن ، وآمن أمنا" وامانة ، والامن هو الطمئنية والاستقرار وعدم الخوف وهو الحيثية التي يكون فيها الانسان محميا" من اية اخطار او امتلاكه مقومات الدفاع عن نفسه لمواجهة اية اخطار حال ظهورها .
والامن هو حال الفرد وليس شعوره او احساسه ، بمعنى ان الامن ليس شعورا" او احساسا" يشعر به او يحس بوجوده بل هو حالة الفرد ، هل هو آمن في بيته وعمله وطريقه ومأكله ومشربه وغذاءه ، والامن مسؤولية الجميع فهو لا يقتصر على المؤسسات الامنية التي تعمل على توفيره للاخرين بل هو جهد جماعي من كل افراد المجتمع مهما كانت مواقعهم واعمارهم ومذاهبهم ، لان الامن لا ياتي من تعرف فردي بل هو التصاق افراد المجتمع بوطنهم وترابهم وببعضهم البعض وبمؤسسات وقطاعات المجتمع ، وهو مسؤولية وطنية تجاه كل من يعيش على تراب الوطن بغض النظر عن اللون او الجنس او المذهب او العقيدة او الفكر ، فبما انك تعيش على تراب هذا الوطن فانت ضمن المنظومة الامنية عليك من الواجبات ولك من الحقوق واهم هذه الواجبات الحفاظ على الامن والسعي لتجذير جذورة اكثر واكثر وهو مهمة كل انسان فردا" او جماعة سلطة او هيئة وعلينا ان نوحد الامن في القلوب والثقافات والافكار .
ان مؤسسات المجتمع في الدولة تعتبر من اهم العوامل الاساسية من اجل تحقيق التماسك الداخلي والتصدي للتيارات الخارجية وعلينا كأفراد ومؤسسات توثيق هذا المفهوم من اجل دعم مسيرة الاجهزة الامنية المختصه والتعاون معها من اجل الوصول الى الغايات والاهداف التي تسعى لها المؤسسة الامنية .
واخيرا" فأن الأمن هو الأمان وبه تحلو الحياة وبدونه لا حياة وهو مطلب كل الشعوب والله أسأل ان يحفظ أمننا وأمتنا ووطننا وقائدنا